@ 120 @ والنجدة في قتال العدو ومنهم أولاد النقسيس التطوانيون ومنهم أولاد أبي الليف من أهل بلاد الهبط قال في المرآة لما كان المقدم المجاهد الشهيد أبو عبد الله محمد بن الحسن أبو الليف من الشهامة والصرامة على ما كان عليه ومن شدة نكايته في العدو الكافر الطنجي وبعد أثره فيهم جرت أمور بينه وبين صاحب عمل القصر فسعى به إلى المنصور فأمر برحيله إلى فاس هو وعشيرته مغربين عن وطنهم كأنهم في سجن فأقاموا بفاس مدة لا أدري هل هي سنة أ م أكثر إلا أني كنت أراه عند الشيخ سنة ثمان وتسعين وتسعمائة وأنا إذ ذاك صغير ويعني بالشيخ والده أبا المحاسن رحمه الله قال فضاقت عليهم أنفسهم من الاغتراب فقال يوما المقدم عمر لأخيه كبيره المقدم محمد لو زرنا الشيخ اليوم وتبركنا به لعل الله يفرج عنا فإن الناس كثيرا ما يقصدونه في المهمات فقال له لا أتحرك فقد غلب اليأس فسار المقدم عمر وحده فلما وصل إلى الشيخ قال له قنطتم قال نعم يا سيدي فقال له الشيخ غدا يخلي سبيلكم إن شاء الله فرجع إلى أخيه وأخبره فلما كان من الغد بعث إليهم القاضي أبو محمد عبد الواحد الحميدي فلما أتوه قال لهم أبشروا بالسراح والرجوع إلى الوطن إن شاء الله فإنه قد قرئ الآن بين يدي السلطان بعض الغزوات التي ذكرها ابن النحاس وغناء أبطال المسلمين فيها فقال السلطان أو غيره ترى هل بقي في هذا الزمان من يماثلهم فقالوا قد بقي من يفعل فعلهم وها هم أولاد أبي الليف المغربون هنا يفعلون مثل ذلك فقال السلطان سرحوهم إلى بلادهم ليحموا ثغورهم ويجاهدوا في سبيل الله فرجعوا إلى بلادهم وفعلوا الأفاعيل في عدو الدين إلى أن استشهد المقدم محمد في ربيع الثاني سنة اثنتين وألف اه