@ 112 @ أعلامكم إن مخاطبة هذا الرجل الذي هو في مرتبة مماليك الحضرة المولوية أمر تلعثم فيه لساني ووقف عن خوض لجته بناني لأن النأي عن هذه المحجة قد مد بيني وبينها حجابا وأغلق في وجهي بابا فلا آمن من أن أقتحم الوقوع في تفريط أو إفراط وخير الأمور لو علمته الأوساط لكن لا سبيل إلى معرفته إلا بعد علم الطرفين والعبد محجوب عن ذلك دون مين فتركت أيدكم الله الصدر لمن هو به مني أقعد وتحاميت عقده لمن هو له أعقد أبي فارس عبد العزيز الذي فاضت عليه أنواركم وأضاءت له سبل هذا المخبر أقماركم وإلا قرعت هواتف لسان الحال سمعي بقول القائل .
( يا باري القوس بريا ليس يحسنه % لا تظلم القوس أعط القوس باريها ) .
ولما بلغت رسالة المنصور إلى السلطان إسحاق سكية واطلع عليها شق عليه ذلك وماطل في الجواب وحيث أبطأ الرسول فطن المنصور لما انطوى عليه سكية من عدم إجابته لما طلب من الوظيف على الملاحة فاشتد غضبه وعزم على توجيه العساكر إلى السودان فهذا هو الحامل له على قصد تلك البلاد وتدويخها ولما فتح تيكورارين وتوات قوي عزمه على ذلك وطمحت نفسه للاستيلاء على ما هنالك على ما نذكره إن شاء الله $ مفاوضات المنصور الملأ من أصحابه في غزو آل سكية وما دار بينهم في ذلك $ .
قال الفشتالي رحمه الله لما رجعت أرسال المنصور إليه من عند إسحاق سكية وأعلموه بمقالته وامتناعه واحتجاجه بأنه أمير ناحية والمنصور أمير ناحية وأنه لا تجب طاعته عليه شاور المنصور أصحابه وجمع أعيان دولته والتقى أهل الرأي والمشورة فاجتمعوا وكان يوم اجتماعهم يوما مشهودا فقال لهم المنصور إني عزمت على منازلة أمير السودان صاحب كاغو