@ 110 @ واقتراب الساعة لا يلحق عقدها الكريم فسخ ولا يعقبه بحول الله نسخ ولا يتطرق إليه نقض ولا نكث ولا يشوبه بشوائب الشبهات بحث وأجمع على هذا أسعده الله بالمواثيق المستفيضة والأيمان اللازمة المغلظة هو وأتباعه إجماعا شرعيا وحتموه على أنفسهم حتما مقضيا واعتقده اعتقادا أبديا وعرضوا على التزامه بمشهد عقده المبارك أفرادا وأزواجا وحدانا وأفواجا وأشهدوا على الوفاء به بأيمانهم الصادقة البرور ومواثيقهم المثلجة للصدور قائلين بالله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس العليم بالخفيات والخبير بالآجال والوفيات وبجميع الرسل الكرام والأنبياء وملائكة الرحمن في الأرض والسماء وعلى أنهم إن حادوا عن هذا السبيل وانقادوا لدعاء داعي التغيير والتبديل أو انحرفوا عن هذا المنهاج وسنته فهم براء من حول الله وقوته ومن دينه وعصمته ومستوجبون لعذابه وغضبه وسخطه ونقمته وبعداء من رحمته ومن شفاعة نبيه الكريم يوم القيامة لأمته وأنهم خالعون لربقة الإسلام وخارجون عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أعلنوا بهذا إعلانا تعضده النجوى وأدوه بشروطه الجارية على مذاهب الفتوى وأحكامه اللازمة لكلمة التقوى استرضاء لله وللخلافة النبوية والإمامة العلوية ورياضة للنفوس على بيعتها المباركة الميمونة النقيبة واستيفاء لشروطها وأقسامها الواجبة والمستحبة والمندوبة مستسلمين إلى الله بالقلوب الخاشعة ومتضرعين إلى بابه الكريم بالأدعية النافعة في أن يعرفهم خير هذا العقد الكريم والعهد الصميم بدأ وختاما وأن يمنحهم بركته التي تصحبهم حالا ودواما لا رب غيره ولا خير إلا خيره أشهد على نفسه بما فيه وعلى رعيته الرئيس أبو العلاء إدريس أسعده الله وأكرمه وبتاريخ المحرم الحرام من عام تسعين وتسعمائة من الهجرة النبوية انتهى .
ولما كتبت هذه البيعة دفعت للرسول وأكرم وكافأه أمير المؤمنين على هدية سلطانه وتوجه إلى بلاده بجواب مرسله ولم يلبث أن رجعه سلطانه ثالثة ووجه معه هدية ورسالة وخاض القفر إلى دار الخلافة فوصل إلى بلاد تيكورارين وهناك اعترضته منيته فاعتل وهلك فأشخص أولو الأمر