@ 106 @ فرضه ولا يكتب لهم علمه ما لم يستندوا في أمرهم إلى إذن من إمام الجماعة الذي اختص الله أمير المؤمنين بوصفه إذ هو الكافل لهذه الأمة ووارث تراث النبوة وقيضه الله لحماية بيضة الإسلام وخصه بالشرف القرشي الذي هو شرط في الخلافة بإجماع من علماء الإسلام وأئمة السنة الأعلام وألزمهم القيام في أقطارهم بدعوته ومجاهدة أعدائهم الكفار بكلمته وعلق لهم أيده الله الإمداد على البيعة والوفاء بهذا الشرط فالتزمه بالرسول وزعم أيضا عن سلطانه بالقبول والإجابة وطلب من السلطان نسخة يتوجه بها من صورة البيعة إذ ليس ببلدهم من يحسن الإنشاء ويوفي الغرض لئلا يخلو بشيء من الشروط التي شارطتهم عليها أمير المؤمنين فأنشأها كاتب الدولة أبو فارس عبد العزيز الفشتالي ونصها الحمد الله الذي أعلى لكلمة الحق منارا يسامي في مطالعها النجوم وأزاح بها عن شمس الهداية المنيرة غياهب الغباوة المدلهمة وسحائب الغواية المركوم وحي على الفلاح بها داعي التوفيق الذي نشر للنجاح كتابه الموقوت واستنجز للسعادة أجلها المعلوم وشرف هذا الموجود والعالم الموجود بالخلافة النبوية والإمامة الحسنية العلوية التي صرفت الوجوه إلى قبلتها المشروعة واستبان الحق بتبلج الصباح في مبايعتها والانقياد لدعوتها المسموعة ونسخ بدولتها الغراء دول الحيف التي هي بسيف النبوة المصلت مقطوعه وبلسان السنة مدفوعه وقوض بها مباني الادعاء التي هي على غير أساس الشرع الصحيح مدفوعه وفرق بكلمتها المجموعة على التوحيد فرق التثليث التي هي على مشاقة الله ورسوله تابعة ومتبوعة وخلع بظهورها على أعطاف الحنيفية السمحة رداء العز الفضفاض واستل بتأييدها للدين المحمدي سيف الأنفة والامتعاض وأشار للأعادي من بأسها المروع بلسان الحية النضناض وفجر للمؤمنين ينبوع رحمتها الجاري على حصا عدلها الرضراض ومهد بسيوفها المنتضاة الآفاق والأقطار تمهيدا أزال عن حكمه الاعتراض وجلا بأنوارها المتألقة سدف الجهالة التي ادلهم جوها وغيم وأسعد الوجود بيمنها الذي لبث في أكناف مجدها وخيم وقضى لهاب بتراحم الأرض ومن عليها إن شاء الله إلى عيسى ابن مريم و صلى الله عليه وسلم