@ 100 @ حدثني غير واحد من تجارها أنهم يقطعون المفازة في ستة عشر يوما لا يرون فيها ماء إلا على ظهور الإبل فأثمان أحمال الثلاثين جملا يجتمع فيها من التبر ما يجعل في مزود واحد فيطوون المراحل للخفة قال وغانة بلد مملكة السودان وانتشر الإسلام في أهلها وبها مدارس للعلم وبها من تجار المغرب كثير يدخلون للتجارة فيصيبون الخصب والأمن وكثرة المتاجر فيشترون بها خدما للتسري ويقيمون بها عند أميرها في غاية الكرامة والإماء فيها قد جعل الله فيهن من الخصال الكريمة في خلقهن وخلقهن فوق المراد من ملاسة الأبدان وتفتق السواد وحسن العينين واعتدال الأنوف وبياض الأسنان وطيب الروائح اه .
وقال ابن خلدون كان في غانة فيما يقال ملك ودولة لقوم من العلويين يعرفون ببني صالح .
وقال صاحب نزهة المشتاق أنه صالح بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم قال ولا يعرف صالح هذا في ولد عبد الله بن حسن وقد ذهبت هذه الدولة لهذا العهد اه .
ثم أن أهل غانة ضعف ملكهم وتلاشى أمرهم في المائة الخامسة واستفحل أمر الملثمين المجاورين لهم من جهة الشمال مما يلي البربر وزحف إليهم الأمير أبو بكر بن عمر اللمتوني فاتح المغرب ومستخلف يوسف بن تاشفين عليه حسبما مر ذلك في أخبارهم فلما رجع الأمير أبو بكر إلى الصحراء غزا بلاد السودان وفتح منها مسيرة ثلاثة أشهر واقتضى منهم الأتاوات وحمل الكثير منهم ممن لم يكن أسلم قبل ذلك على الإسلام فدا نوابه ثم اضمحل ملك أهل غانة بالكلية وتغلب عليهم أهل مملكة صوصو المجاورون لهم واستعبدوهم وصيروهم في جملتهم ثم إن أهل مالي كثروا أمم السودان في نواحيهم تلك واستطالوا على الأمم المجاورين لهم فغلبوا على صوصو وملكوا ما كان بأيديهم وبأيدي أهل غانة ثم افتتحوا بلاد كوكو وأضافوها إلى ملكهم وصارت دولة مالي متصلة فيما بين غانة في الغرب وأرض التكرور في الشرق واعتز سلطانهم وهابتهم أمم السودان ومن