@ 61 @ عنوة وقتلوا من به وامتلأت أيديهم من المغانم وطهر الله بهم البلاد وكانت إحدى الوقائع الجليلة القدر الباقية الذكر وظفر الوزير بمحمد بن الحسن فاحتمله معه إلى السلطان سليم فاعتقله في يد قلة أحد حصونه حتى هلك وانقرضت بمهلكه دولة بني أبي حفص التي هي بقية الموحدين .
إذا علمت هذا فاعلم أن استيلاء العساكر العثمانية على تونس كان قبل وفاة السلطان الغالب بالله بنحو خمسة أشهر لأن وفاته كانت في آخر رمضان سنة إحدى وثمانين وتسعمائة كما مر وفتح تونس كان في جمادى الأولى من السنة المذكورة ووقع في النزهة أن فتح تونس كان سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة وهو غير صواب والله تعالى أعلم $ مجيء السلطان أبي مروان عبد الملك بن الشيخ السعدي بعسكر الترك واستيلاؤه على المغرب $ .
اعلم أنه وقع في النزهة وغيرها أن عبد الملك بن الشيخ وأخاه أحمد كانا في ابتداء أمرهما بسجلماسة فلما توفي أبوهما وولي أخوهما الغالب بالله لحقا بتلمسان فأقاما بها مدة ثم انتقلا إلى الجزائر فلما اتصل بهما خبر وفاة أخيهما الغالب وولاية ابنه محمد المتوكل من بعده ركب عبد الملك البحر إلى القسطنطينية وتطارح على ملكها العثماني في أن يمده بجيش ليملك المغرب فتثاقل عنه العثماني إلى أن بعث بالعمارة لفتح تونس فشهد عبد الملك الفتح وعاد إليه بالبشارة فأسعفه وهذا غير صواب من جهة أن فتح تونس كان متقدما على وفاة الغالب بالله كما مر اللهم إلا إذا كان عبد الملك وفد على العثماني مستعديا على أخيه الغالب بالله وفي أثناء ذلك توفي وولي ابنه المتوكل فيكون الكلام صحيحا وأما ما في النزهة مما يقتضي تأخر فتح تونس عن وفاة الغالب بالله فغير صواب كما مر .
ولنذكر ما حكوه من ذلك فنقول لما بويع السلطان أبو عبد الله محمد