@ 58 @ البيعة وكتبوا بها إليه فوصلت إليه وهو بفاس أوائل شوال سنة إحدى وثمانين وتسعمائة فبايعه أهل فاس وتم أمره .
قال ابن القاضي أمه أم ولد وكنيته أبو عبد الله ولقبه المتوكل على الله ويعرف عند العامة بالمسلوخ لأنه سلخ جلده وحشي تبنا كما سيأتي .
وكان مما وقع في أيامه أنه كانت بين المسلمين وبين نصارى طنجة وقعة بالرملة المسماة بأبي غاص من فحص طنجة قرب قنطرة عصماء وذلك يوم الأربعاء منتصف جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة وفي هذه الوقعة استشهد الشيخ أبو مهدي عيسى بن الحسن المصباحي دفين الدعادع على وادي مضي من عمل القصر فإنه حمل بعد استشهاده إلى الموضع المذكور فدفن بإزاء قبر أبيه في الروضة التي هنالك .
واستمر أمر أبي عبد الله المتوكل منتظما إلى أواخر سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة فقدم عليه عمه عبد الملك ابن الشيخ بجيش الترك فنثر سلكه وبدد ملكه على ما نذكره ويقال إنه كان أضمر الفتك بعميه أحمد وعبد الملك ففرا منه إلى ناحية الترك على ما سيأتي قالوا وكان السلطان المذكور فقيها أديبا مشاركا مجيدا قوي العارضة في النظم والنثر وكان مع ذلك متكبرا تياها غير مبال بأحد ولا متوقفا في الدماء عسوفا على الرعية ومن شعره قوله .
( فقم بنا نصطبح صهباء صافية % في وجهها عسجد في وجهه نقط ) .
( وانهض إليها على رغم العدا قلقا % فإن تأخير أوقات الصبا غلط ) .
ومن شعره أيضا قوله .
( ساروا فسار فؤادي إثر ظعنهم % وخلفوني نحيل الجسم حيرانا ) .
( لا افتر ثغر الثرى من بعد بينهم % ولا سقى هاطل وردا وريحانا ) .
وكان خليفته بمراكش القائد ابن شقراء وحاجبه أحمد بن حمو الدرعي وكتابه يونس بن سليمان الثاملي وعلي بن أبي بكر وغيرهما رحمهم الله تعالى