@ 43 @ عشرون مدفعا عشرة كبيرة وعشرة صغيرة وفيها واحد أعظم من الجميع يسمى ميمونا وكان معهم العلم الكبير الأبيض ورايات أخر ملونة وتقدموا إلى الجديدة فحاصروها حصارا شديدا وحاربوها حربا هائلة وصف هذا المؤرخ ذلك كله وصفا كاشفا وكانت الجديدة يومئذ في غاية الحصانة والمناعة فلم يتمكن المسلمون من النصارى على ما ينبغي وأرسل الترك عليهم أنواع الحراقيات وملكوا المتارزات التي كانت حول السور بعد أن هلكت عليها نفوس من الفريقين ثم صنع النصارى للمسلمين عندها مينا البارود مرتين ففي الأولى كانت المينا تسعة براميل نفط منهن سبعة فأهلكت خلقا من المسلمين والنصارى وفي الثانية كانت تسعة عشر برميلا أمام السور فنفطت بالمسلمين وأتلفت منهم عددا فبعضهم طار في الهواء وبعضهم تحت التراب .
وكان رماة المسلمين ينالون منهم نيلا عظيما واعترف النصارى لهم بجودة الرمي بحيث كانوا كلما ظهر منهم عسكري على السور اختطفته رصاصة في أخير موضع من بدنه من الرأس أو الصدر .
قال لويز المؤرخ ولقد قدم في بعض الأيام من أشبونة كبير من كبراء جندهم فقال لهم أروني كيف قتالكم لهؤلاء المسلمين وكيف مصافتكم لهم قال فما ظهر برأسه على السور ليرى محلة المسلمين حتى أصابته رصاصة نثرت دماغه كأن صاحبها كان ينتظره وكان ذلك بنفس نزوله من البحر قبل أن يذهب إلى منزله فعوضه منه المسلمون القبر قال فما كان النصارى بعدها يقدرون أن يظهروا على السور إلا في النادر ولما طال عليهم الحصار ندب كبيرهم جماعة منهم للخروج إلى السواحل البعيدة عن محلة المسلمين لعلهم يظفرون بأسير منهم يستكشفونه عن خبر الجيش المحاصر لهم هل هو مرتحل أو مقيم وما مدة الإقامة قال فخرجوا في فلك لهم ليلا وساروا حتى بلغوا ساحل طيط وهي يومئذ خالية وكان بقربها محلة لقائد آسفي فلما طلع الفجر تقدموا إلى البر وأرسوا فلكهم إلى جانب بعض الأحجار هنالك بحيث يخفى على المارين بالساحل ثم كمنوا هنالك فلما كان وقت الإسفار إذا برجل من محلة آسفي أتى على فرسه إلى