@ 42 @ $ حصار البريجة المسماة اليوم بالجديدة $ .
قد قدمنا ما كان من بناء البرتغال لمدينة الجديدة وتحصينهم لها بما فيه كفاية وكانت غارات المسلمين المجاورين لهم لا تنقطع عنهم وكذلك هم سائر مقامهم بها ولما كانت سنة تسع وستين وتسعمائة جهز إليها السلطان الغالب بالله جيشا كثيفا واستنفر لها قبائل الحوز وعقد عليهم لابنه محمد المعروف بالمسلوخ قتيل وادي المخازن وكان يومئذ ابن عشرين سنة على ما قيل واستوزر له القائد المجاهد الشاعر الفاضل أبا زيد عبد الرحمن بن تودة العمراني وجعل إليه أمر الحرب وابن السلطان صورة فزحف إليها وحاصرها أربعة وستين يوما وملك بعض أسوارها ولم يقض الله بفتحها .
وفي النزهة ذكر أن القائد ابن تودة دخل البريجة التي قرب آزمور وأخذ أسوارها وعزم على أن يستأصل في الغد بقيتها ولا يبقي للكفر بها أثرا فكتب إليه السلطان الغالب بالله ينهاه عنها فتراجع النصارى إليها بعد أن ركبوا البحر عازمين على الجلاء عنها اه .
وقد وقفت في التاريخ البرتغالي الموضوع في أخبار الجديدة واسم مؤلفه لويز مارية على أخبار هذا الحصار وقد استوعبها وبسطها وتتبع الوقائع فصلا فصلا ويوما يوما وأتى من ذلك بما يزيد على الكراسة فكان من جملة ما قال إنه لما عزم السلطان الغالب بالله على غزوهم وأخذ في تجهيز الجيوش إليهم أتاهم بعض المتنصرة قال وهو عبد أسود فأخبرهم بأن السلطان مستعد لحربهم وكانوا عازمين على التوثق من هذا الجاسوس فأفلت منهم فعلموا أن إظهاره للتنصر كان مكيدة ثم أخذوا في الاستعداد واشتروا من عند قائد آزمور ألفي سيف هكذا زعم قال وفي اليوم الرابع من مارس سنة ألف وخمسمائة واثنتين وستين مسيحية وصلت جموع المسلمين إلى حوز الجديدة وهذا التاريخ موافق للتاريخ العربي الذي قدمناه قال فكانت خيل المسلمين نحو ثلاثين ألف والرماة ضعف ذلك وكان فيهم عسكر الترك المعروف بالبلدروش وكانوا يومئذ جندا للسعديين وكان معهم