@ 34 @ أهل تلك البلاد ثم أدركوا ببعض الطريق فقاتلت طائفة منهم حتى قتلوا ونجا الباقون بالرأس وقتل مع الشيخ تلك الليلة الفقيه مفتي مراكش أبو الحسن علي بن أبي بكر السكتاني والكاتب أبو عمران الوجاني .
ولما شاع الخبر بأن الترك قتلوا السلطان واستراب الناس بجميع من بقي منهم بالمغرب أغلق إخوانهم الذين كانوا بتارودانت أبوابها واقتسموا الأموال واستعدوا للحصار ولما بويع ابنه الغالب بالله وقدم من فاس نهض في العساكر إلى تارودانت للأخذ بثأر أبيه من الترك الذين بها فحاصرهم مدة ولما لم يقدر منهم على شيء أعمل الحيلة بأن أظهر الرحلة عنهم وأشاع أنه راجع إلى فاس لثائر قام بها ولما أبعد عنهم مسيرة يوم خرجوا في اتباعه ليلا والعيون موضوعة عليهم بكل جهة إلى أن شارفوا محلة السلطان الغالب بالله فعطف عليهم ولما لم يمكنهم الرجوع إلى تارودانت تحيزوا إلى الجبل وبنوا به قياطنهم وجعلوا عليها المتارزات من الأحجار وتحصنوا بها وأحاطت بهم العساكر من كل جهة فقاتلوا إلى أن فنوا عن آخرهم ولم يؤخذ منهم أسير وقتلوا من محلة الغالب بالله ألفا ومائتين وأما الذين نجوا بالرأس فانتهوا إلى الجزائر وركبوا البحر منها إلى القسطنطينية فأوصلوا الرأس إلى الصدر الأعظم وأدخله على السلطان سليمان فأمر به أن يجعل في شبكة نحاس ويعلق على باب القلعة فبقي هنالك إلى أن شفع في إنزاله ودفنه ابناه عبد الملك المعتصم وأحمد المنصور حين قدما القسطنطينية على السلطان سليم بن سليمان مستعديين له على ابن أخيهما المسلوخ كما يأتي وكان مقتل الشيخ رحمه الله يوم الأربعاء التاسع والعشرين من ذي الحجة سنة أربع وستين وتسعمائة ولما بلغ خبر مقتله إلى خليفته بمراكش القائد أبي الحسن علي بن أبي بكر آزناك بادر بقتل أبي العباس الأعرج المخلوع وأولاده ذكورا وإناثا كبارا وصغارا خشية أن يخرجه أهل مراكش فيبايعوه ولما قتلوا لم يتجرأ أحد على دفنهم فبقوا مصرعين حتى دفنهم الشيخ أبو عمرو القسطلي الولي الشهير بمقربة من ضريح الشيخ الجزولي وهي القبة التي قرب الضريح المذكور تسمى قبور الأشراف وأما السلطان أبو عبد الله الشيخ