@ 33 @ الطائفة الموجهين لاغتيال الشيخ والله أعلم ثم دخل الوزير على السلطان سليمان واعتذر إليه عن توجيه العمارة وقال هذا أمر سهل لا يحتاج فيه إلى تقويم عمارة وهذا المغربي الذي أساء الأدب على السلطان يأتي رأسه إلى بين يديك فاستصوب رأيهم وشكر سعيهم وأمر بتوجيه الجماعة المعينة في البحر إلى الجزائر ومنها يتوجهون إلى مراكش في البر ففعلوا ولما وصلوا إلى الجزائر هيؤوا أسبابا واشتروا بغالا وساروا إلى فاس في هيئة التجار فباعوا بها أسبابهم وتوجهوا إلى مراكش ولما اجتمعوا بصالح الكاهية أنزلهم عنده ودبر الحيلة في أمرهم إلى أن توجهت له .
وفي النزهة أن هؤلاء الأتراك خرجوا من الجزائر إلى مراكش مظهرين أنهم فروا من سلطانهم ورغبوا في خدمة الشيخ والاستيجار به ثم إن صالحا الكاهية دخل على السلطان أبي بعد الله الشيخ وقال يا مولاي إن جماعة من أعيان جند الجزائر سمعوا بمقامنا عندك ومنزلتنا منك فرغبوا في جوارك والتشرف بخدمتك وليس فوقهم من جند الجزائر أحد وهم إن شاء الله السبب في تملكها فأمره بإدخالهم عليه ولما مثلوا بين يديه رأى وجوها حسانا وأجساما عظاما فأكبرهم ثم ترجع له صالح كلامهم فأفرغه في قالب المحبة والنصح والاجتهاد في الطاعة والخدمة حتى خيل إلى الشيخ أنه قد حصل على ملك الجزائر فأمره بإكرامهم وأن يعطيهم الخيل والسلاح ويكونوا يدخلون عليه مع الكاهية كلما دخل فكانوا يدخلون عليه كل صباح لتقبيل يده على عادة الترك في ذلك .
وصار الشيخ يبعث بهم إلى أشياخ السوس مناوبة في الأمور المهمة ليتبصروا في البلاد ويعرفوا الناس وكان يوصي الأشياخ بإكرام من قدم عليهم منهم واستمر الحال إلى أن أمكنتهم فيه الفرصة وهو في بعض حركاته بجبل درن بموضع يقال له آكلكال بظاهر تارودانت فولجوا عليه خباءه ليلا على حين غفلة من العسس فضربوا عنقه بشاقور ضربة أبانوا بها رأسه واحتملوه في مخلاة ملؤوها نخالة وملحا وخاضوا به أحشاء الظلماء وسلكوا طريق درعة وسجلماسة كأنهم أرسال تلمسان لئلا يفطن بهم أحد من