@ 8 @ فإنه يذكر أن ولديه يملكان المغرب فقصدوه وحملوه إلى بلادهم وبايعوه وفرضوا له من المؤنة ما يكفيه وأولاده وبقي هنالك في نحر العدو .
ويروى أنه لما بايعه أهل السوس ورأى قلة ما بيده مع أن الملك لا يقوم إلا بالمال احتال بأن أمر أهل السوس أن يأتوه ببيضة لكل كانون فاجتمع له من ذلك آلاف من البيض لا تحصى لأن الناس استهونوا أمر البيضة فلما اجتمع عنده البيض أمر أن كل من أتى ببيضة يأتي بدلها بدرهم ففعلوا فاجتمع له من ذلك مال وافر فأصلح به شأنه وقوى به جيشه وكانت تلك أول نائبة فرضت في دولة السعديين والله أعلم .
وقال ابن القاضي إن الأمير أبا عبد الله القائم لما اجتمع بالشيخ ابن مبارك ببلده آفة وذلك سنة خمس عشرة وتسعمائة على ما مر فاوضه في شأنه ثم عاد إلى مقره من درعة ثم في سنة ست عشرة بعدها بعث إليه فقهاء الصامدة وشيوخ القبائل ودعوه إلى توليته عليهم وتسليم الأمر إليه فلبى دعوتهم وجاء إلى قرية يقال لها تيدسي قرب تارودانت فبايعه الناس بها وأصبحوا معه بقلوب متفقة وأهواء على الجهاد مجتمعة اه .
وقد ساق منويل أولية هذه الدولة مساقا غريبا ولا يخلو عن فائدة فلنذكر منه ما يقرب إلى الصحة ويكون كالشرح لما مضى أو يأتي من أخبار هذه الدولة قال .
لما كان السلطان أبو عبد الله الوطاسي يعني البرتغالي أميرا بفاس ظهر في درعة رجل شريف يعني أبا عبد الله محمدا القائم بأمر الله قال وكان هذا