@ 7 @ في بلاد السوس وإنما كان لهم الملك في حواضر المغرب ولم يكن لهم منه بالسوس إلا الاسم مع ما كانوا فيه من قتال العدو بطنجة وآصيلا وحجر بادس وغيرها من ثغور بلاد الهبط فلما رأى قبائل السوس ما دهمهم من تفاقم الأحوال وكثرة الأهوال وطمع العدو في بلادهم ذهبوا إلى الشيخ الصالح أبي عبد الله محمد بن مبارك الأقاوي نسبة إلى آقة من بلاد السوس فذكروا له ما هم فيه من افتراق الكلمة وانتشار الجماعة وكلب العدو على مباكرتهم بالقتال ومراوحتهم وطلبوا منه أن يعقدوا له البيعة وتجتمع كلمتهم عليه فامتنع من ذلك وقال إن رجلا من الأشراف بتاجمدارت من درعة يقول إنه سيكون له ولولديه شأن فلو بعثتم إليه وبايعتموه كان أنسب بكم وأليق بمقصودكم فبعثوا إليه وكان من أمره ما كان .
وقال اليفرني رأيت بخط الفقيه العلامة أبي زيد عبد الرحمن ابن شيخ الجماعة أبي محمد عبد القادر الفاسي ما صورته ذكر لنا الوالد عن سيدي أحمد بن علي السوسي البوسعيدي أن ابتداء دولة الشرفاء بالسوس أن بعض السادة وهو سيدي بركات توسط في فداء بعض الأسارى وأراد أن يكون مع النصارى اتفاق على أن لا يحبسوا أسيرا فكلمهم في ذلك فقالوا له حتى يكون لكم أمير فإن ملككم قد ذهب واضمحل قال ثم إن بعض أهل السوس ساروا إلى قبيلة جسيمة يكتالون الطعام فأخذتهم جسيمة وأكلوا متاعهم وبضاعتهم فذهبوا إلى شيخهم وكان ذا حزم وتدبير فرد عليهم كل ما ضاع لهم حتى لم يبق لهم شيء فلما رجعوا إلى بلادهم قالوا إن هذا الشيخ الرئيس هو الذي يليق أن نبايعه فاجتمعوا وأتوه وطلبوا منه أن يرأسهم فامتنع واحتاط لدينه واعتذر بتشويش هذا الأمر للدين ودلهم على رجل شريف كان مؤذنا بدرعة فقال لهم إن كان ولا بد فاقصدوا الشريف الفلاني