@ 133 @ الأنوف من الطراز الأول إليهم في الشدائد والاستناد وعليهم في الأزمات المعول ولهم في الوفاء والصفاء والاحتفاء والعناية والحماية والرعاية الخطو الواسع والباع الأطول كأنما عناهم بقوله جرول .
( أولئك قوم إن بنو أحسنوا البنا % وإن عاهدوا وفوا وإن عقدوا شدوا ) .
( وإن كانت النعماء فيهم جزوا بها % وإن أنعموا لا كدروها ولا كدوا ) .
( وتعذلني أبناء سعد عليهم % وما قلت إلا بالذي علمت سعد ) .
وبقول الوثيق مبناه البليغ معناه .
( قوم إذا عقدوا عقدا لجارهم % شدوا العناج وشدوا فوقه الكربا ) .
يزيحون عن النزيل كل نازح قاصم وليس له منهم عائب ولا واصم فهو أحق بما قاله في منقر قيس بن عاصم .
( لا يفطنون لعيب جارهم % وهم لحفظ جوارهم فطن ) .
حلاهم هذه الغريزة التي ليست باستكراه ولا جعل وأمير المؤمنين دام نصره قسيمهم فيها حذو النعل بالنعل ثم هو عليهم وعلى من سواهم بالأوصاف الملوكية مستعل ارفض مزنهم منه عن غيث ملث يمحو آثار اللزبة وانشق عيلهم منه عن ليث ضار منقبض على براثنه للوثبة فقل لسكان الفلا لا تغرنكم أعدادكم وأمدادكم فلا يبالي السرحان المواشي سواء مشي إليها النقرا أو الجفلى بل يصدمهم صدمة تحطم منهم كل عرنين ثم يبتلع بعد أشلاءهم المعفرة ابتلاع التنين فهو هو كما عرفوه وعهدوه وألفوه وأخو المنايا وابن جلا وطلاع الثنايا مجتمع أشده قد احتنكت سنه وبان رشده جاد مجد محتزم بحزام الحزم مشمر عن ساعد الجد .
( لا يشرب الماء إلا من قليب دم % ولا يبيت له جار على وجل ) .
( أسدى القلب آدمي الروا لابس % جلد النمر يزني العناد والنوى ) .
( وليس بشاري عليه دمامة % إذا ما سعى يسعى بقوس وأسهم ) .
( ولكنه يسعى عليه مفاضة % دلاص كأعيان الجراد المنظم ) .
فالنجاء النجاء سامعين له طائعين والوجل الوجل لاحقين به خاضعين