@ 135 @ المؤذية ولا السباع العادية ثم شرع في بنائها وقال هذه أوسع لأبلكم وآمن عليكم من روم القسطنطينية وإفرنج الجزيرة وعن الليث بن سعد أن عقبة رحمه الله غزا إفريقية فأتى وادي القيروان فبات عليه هو وأصحابه حتى إذا أصبح وقف على رأس الوادي فقال يا أهل الوادي أظعنوا فإنا نازلون قال ذلك ثلاثا فجعلت الحيات تنساب والعقارب وغيرها مما لا يعرف من الدواب تخرج ذاهبة وهم قيام ينظرون إليها من حين أصبحوا حتى أوهجتهم الشمس وحتى لم يروا منها شيئا فنزلوا الوادي عند ذلك قال الليث فحدثني زياد بن عجلان أن أهل إفريقية اقاموا بعد ذلك أربعين سنة ولو التمست حية أو عقرب بألف دينار ما وجدت اه .
وفي الجمان لما شرع عقبة رحمه الله في بناء جامعها تنازعوا في القبلة فأتى عقبة آت في النوم فوضع له علامة على سمت القبلة فلم انتبه أعلم الناس بذلك فأتوا إلى الموضع فوجدوا العلامة كما قال فوقف عقبة ينظر إلى القبلة فسمع تكبيرة في الجو من ناحية القبلة فنظر فرأى الكعبة عيانا ورآها كل من كان حوله وقال ابن خلدون اختط عقبة رضي الله عنه القيروان وبنى بها المسجد الجامع وبنى الناس مساكنهم ومساجدهم وكان دورها ثلاثة آلاف باع وستمائة باع وكملت في خمس سنين وكان يغزو ويبعث السرايا للإغارة والنهب ودخل أكثر البربر في الإسلام واتسعت خطة المسلمين ورسخ الدين اه .
وقال صاحب الخلاصة النقية اختط عقبة بن نافع القيروان سنة خمسين وجعل دور سورها اثني عشر ميلا وبنى بها الجامع الأعظم وقاتل البربر وشردهم ثم عزله معاوية عنها والله أعلم