@ 110 @ وبني الأحمر بالأندلس وأشرفت على الهرم وحدثت الفتن بين المسلمين ودامت فيهم واشتغلوا بأنفسهم دون الالتفات إلى جهاد العدو ومطالبته في أرضه وبلاده على ما كان لهم من العادة قبل ذلك وافق ذلك ابتداء ظهور الجلالقة وهم الإصبنيول والبرتغال وهم البرطقيز بجزيرة الأندلس واستفحال أمرهم فكثرت أسفار البرتغال في البحر المحيط ودام تقلبهم فيه ومرنوا عليه حتى حصلوا على عدة جزائر منه واكتشفوا بعض الرؤوس الساحلية من أرض السودان وغيرها ثم شرهوا لتملك سواحل المغرب الأقصى فهجموا عليها وجالدوا أهلها دونها حتى تمكنوا منها ونشبوا فيها فقويت شوكتهم وعظم ضررهم على الإسلام وطمحت نفوسهم للاستيلاء على ما وراء ذلك حسبما تقف عليه مبينا في مواضعه إن شاء الله .
فاستولوا في سنة ثمان عشرة وثمانمائة على مدينة سبتة بعد محاصرتهم لها ست سنين على ما في بعض تواريخ الإفرنج ثم في سنة اثنتين وستين وثمانمائة استولوا على قصر المجاز ثم استولوا في سنة تسع وستين وثمانمائة على طنجة ثم في حدود سنة ست وسبعين وثمانمائة ملكوا آصيلا وفي هذا التاريخ نفسه أو قبله بيسير استولوا على مدينة آنفا وبعض سواحل السوس ثم في حدود سنة سبع وتسعمائة نزلوا بأرض الجديدة فيما بين آزمور وتيط وبنوا بها حصن البريجة وطال مقامهم بها ثم في سنة عشر وتسعمائة استولوا على مدينة العرائش ثم بعد ذلك بيسير في حدود العشر وتسعمائة على ما تقتضيه تواريخ الفرنج ملكوا حصن آكادير وما اتصل به من سواحل السوس الأقصى ثم ملكوا في حدود اثنتي عشرة وتسعمائة رباط آسفي ثم عطفوا على ثغر آزمور فاستولوا عليه في سنة أربع عشرة وتسعمائة ثم المعمورة وهي المهدية ملكوها أيضا في حدود سنة عشرين وتسعمائة وفي هذا التاريخ نفسه رجعوا إلى مدينة آنفا بعد هدمها فبنوها وسكنوها وبالجملة فلم يبق من ثغور المغرب الأقصى بيد المسلمين إلا القليل مثل سلا ورباط الفتح وفجئ المسلمون من هذا البرتغال بالأمر العظيم ودهوا منه بالخطب الجسيم واستحوذ عدو الله على بلاد الهبط وضايقهم بها حتى