@ 105 @ على من قتل نصرانيا أيام الحرب ولا يؤخذ منه ما سلب من النصارى أيام العداوة ولا يكلف المسلم بضيافة أجناد النصارى ولا يسفر لجهة من الجهات ولا يزيدون على المغارم المعتادة وترفع عنهم جميع المظالم والمغارم المحدثة ولا يطلع نصراني للسور ولا يتطلع على دور المسلمين ولا يدخل مسجدا من مساجدهم ويسير المسلم في بلاد النصارى آمنا في نفسه وماله ولا يجعل علامة كما يجعل اليهود وأهل الدجن ولا يمنع مؤذن ولا صائم ولا مصل ولا غيره من أمور دينه ومن ضحك منهم يعاقب ويتركون من المغارم سنين معلومة وأن يوافق على كل الشروط صاحب رومة ويضع خط يده وأمثال هذا مما تركنا ذكره .
وبعد انبرام ذلك ودخول النصارى للحمراء والمدينة جعلوا قائدا بالحمراء وحكاما ومقدمين بالبلد ولما علم بذلك أهل البشرات دخلوا في هذا الصلح وشملهم حكمه على هذا الوجه ثم أمر العدو ببناء ما يحتاج إليه في الحمراء وتحصينها وتجديد بناء قصورها وإصلاح سورها وصار الطاغية يختلف إلى الحمراء نهارا ويبيت بمحلته ليلا إلى أن اطمأن من خوف الغدر فدخل المدينة وتطوف بها وأحاط خبرا بما يرومه منها ثم أمر سلطان المسلمين أن ينتقل لسكنى البشرات وأنها تكون له في سكناه بأندرش فانصرف إليها وأخرج الأجناد منها ثم احتال عدو الله في نفيه لبر العدوة وأظهر أن السلطان المذكور طلب منه ذلك ثم كتب لصاحب المرية أنه ساعة وصول كتابي هذا لا سبيل لأحد أن يمنع مولاي أبا عبد الله من السفر حيث أراد من بر العدوة ومن وقف على هذا الكتاب فليصرفه وليقف معه وفاء بما عهد له فانصرف السلطان أبو عبد الله في الحين بنص هذا الكتاب وركب البحر فنزل بمليلة واستوطن فاسا وكان قبل ذلك قد طلب الجواز لناحية مراكش فلم يسعف بذلك وحين جوازه لبر العدوة لقي شدة وغلاء وبلاء ثم إن النصارى نكثوا العهد ونقضوا الشروط عروة عروة إلى أن آل الحال لحملهم المسلمين على التنصر سنة أربع وتسعمائة بعد أمور وأسباب أعظمها عليهم أنهم قالوا إن القسيسين كتبوا على جميع من أسلم من النصارى أن