@ 57 @ وكان ذلك سنة سبعين وسبعمائة وولي ابن الأحمر عليها من قبله ولم تزل إلى نظره إلى أن وقع الاختيار على هدمها خشية استيلاء النصرانية عليها مرة أخرى فهدمت أعوام الثمانين وسبعمائة وأصبحت خاوية كأن لم تغن بالأمس $ نهوض السلطان عبد العزيز إلى تلمسان واستيلاؤه عليها وفرار سلطانها أبي حمو بن يوسف عنها $ .
كان أبو حمو بن يوسف الزياني قد فسد ما بينه وبين عرب سويد وقبض على بعض رؤسائهم محمد بن عريف فاستصرخوا عليه السلطان عبد العزيز وكانت القوارص لا تزال تسري إليه من أبي حمو المذكور فصادفوا منه صاغية إلى ما التمسوا منه واعتزم على النهوض إلى تلمسان وبعث الحاشرين إلى الجهات المراكشية فتوافى الناس إليه على طبقاتهم واجتمعوا عنده أيام منى سنة إحدى وسبعين وسبعمائة فأفاض العطاء وأزاح العلل ولما قضى نسك عيد الأضحى عرض الجند ونهض إلى تلمسان فاحتل بتازا .
واتصل خبره بأبي حمو فجمع الجموع وهم باللقاء ثم اختلفت كلمة أصحابه وتفرق عنه العرب من بني معقل فأجفل هو وأشياعه من بني عامر بن زغبة فدخلوا القفر .
وتقدم السلطان عبد العزيز فاحتل بتلمسان يوم عاشوراء من سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة فدخلها في يوم مشهود واستولى عليها وعقد لوزيره أبي بكر بن غازي بن الكاس على عساكر مرين والعرب وسرحه في اتباع أبي حمو فأدركه ببعض بلاد زناتة الشرق فأجهضوه عن ماله ومعسكره فانتهب بأسره واكتسحت أموال العرب الذين معه ونجا بذمائه إلى مصاب وتلاحق به ولده وقومه متفرقين على كل مفازة ثم دخلوا القفر بعد ذلك ودوخ الوزير المذكور بلاد المغرب الأوسط وشرد عصاته واستنزل ثواره في أخبار طويلة