@ 42 @ وكان خلوا من العصبية ففزع إلى قائد المركب السلطاني من ناشبة الأندلس ورماتها وهو يومئذ إبراهيم البطروجي فعاقده على أمره وبايعه على الاستماتة دونه ثم رأى أن ذلك لا يكفيه ففزع ثانيا إلى يحيى بن عبد الرحمن شيخ بني مرين وصاحب شوارهم فشكا إليه فأشكاه ووعده الفتك بابن أنطول وأصحابه وانبرم عقد ابن أنطول وسليمان بن ونصار أيضا على عمر بن عبد الله وغدوا إلى القصر وداخل ابن أنطول طائفة من النصارى استظهارا بهم وتوافت بنو مرين بمجلس السلطان على عادتهم وحضر ابن أنطول والبطروجي ويحيى بن عبد الرحمن وغير هؤلاء من الوجوه فسأل عمر بن عبد الله من ابن أنطول تحويل سليمان بن داود من داره إلى السجن فأبى وضن به عن الإهانة حتى سأل مثلها من ابن ماساي صاحبه فأمر عمر بالتقبض عليه فكشر في وجوه الرجال واخترط سكينه للمدافعة فتواثبت بنو مرين عليه وقتلوه لحينه واستلحموا من وجدوا بالدار من جنده النصارى عند دخولهم مع قائدهم وفر بعضهم إلى معسكرهم ويعرف بالملاح جوار فاس الجديد وأرجف الغوغاء بالمدينة أن ابن أنطول قد غدر بالوزير فقتلوا جند النصارى حيث وجدوهم من سكك المدينة وتزاحفوا إلى الملاح لاستلحام من بقي به منهم وركبت بنو مرين لحماية جندهم من معرة الغوغاء وانتهب يومئذ الكثير من أموالهم وآنيتهم وأمتعتهم وقتل النصارى أيضا كثيرا من مجان المسلمين كانوا يعاقرون الخمر بالملاح ثم سكنت الهيعة وما كادت .
واستبد عمر بن عبد الله بدار الملك واعتقل سليمان بن ونصار إلى الليل ثم بعث من قتله بمحبسه وحول سليمان بن داود إلى بعض الدور من دار الملك فاعتقله بها واستولى على أمره ثم خاطب عامر بن محمد الهنتاتي في اتصال اليد به واقتسام ملك المغرب بينه وبينه وبعث إليه بأبي الفضل ابن السلطان أبي سالم اعتده عنده ليوم ما ثم فسد ما بينه وبين مشيخة بني مرين فاجتمعوا على كبيرهم يحيى بن عبد الرحمن وعسكروا بباب الفتوح واستدعوا عبد الحليم بن أبي علي ابن السلطان أبي سعيد من تلمسان على ما نذكره