@ 41 @ $ الخبر عن دولة السلطان أبي عمر تاشفين الموسوس ابن أبي الحسن المريني $ .
هذا السلطان كان محجوبا لوزيره عمر بن عبد الله الفودودي لا يملك معه ضرا ولا نفعا أمه أم ولد اسمها ميمونة صفته طويل القامة عظيم الهيكل بعيد ما بين المنكبين أعين أدعج وكان فارسا بطلا قوي الساعد إلا أنه كان ناقص العقل .
ولما ثار عمر بن عبد الله بالسلطان أبي سالم وسعى في هلاكه إلى أن قتل كما مر استبد بأمر الدولة ونصب هذا الموسوس يموه به على الناس فبويع ليلة الثلاثاء التاسع عشر من ذي القعدة سنة اثنتين وستين وسبعمائة حسبما سبق وكان نقصان عقل تاشفين من أجل الأسر الذي أصابه بوقعة طريف أيام والده السلطان أبي الحسن إلى أن افتدي وبقي ناقص العقل مختل المزاج إلى أن كان من أمره ما كان $ الفتك بغرسية بن أنطول قائد النصارى ومقتل جنده معه والسبب في ذلك $ .
لما قبض عمر بن عبد الله على الوزيرين مسعود بن عبد الرحمن بن ماساي وسليمان بن داود سجنهما متفرقين فأخذ إليه ابن ماساي لمكان صهره منه ودفع لغرسية سليمان بن داود وكان سليمان بن ونصار قد فر مع السلطان أبي سالم كما مر ولما رجع عنه فيمن رجع نزل على غرسية فقبله وأكرمه وكان يعاقره الخمر ففاوضه ذات ليلة في الثورة بعمر بن عبد الله واعتقاله وإقامة سليمان بن داود المسجون بداره مقامه لما هو عليه من السن ورسوخ القدم في الأمر ونما الخبر بذلك إلى عمر بن عبد الله فارتاب