@ 21 @ يبرح والبحر الذي يأسو ويجرح وشقها الوادي الذي يتمم محاسنها ويشرح وقابلها الرباط الذي ظهر به من المنصور الاغتباط حيث القصبة والساباط ثم يقع الانحطاط إلى شالة مرعى الذمم ونتيجة الهمم ومشمخ الأنوف ذوات الشمم وعنوان الرمم حيث الحسنات المكتتبة والأوقاف المرتبة والقباب كالأزهار مجودة بذكر الله آناء الليل وأطراف النهار وطلل حسان المثل في الاشتهار وهي على الجملة من غيرها أوفق ومغارمها لاحترام الملوك الكرام أرفق ومقبرتها المنضدة عجب في الانتظام معدودة في المواقف العظام ويتأتى بها للعباد الخلوة وتوجد عندها للهموم السلوة كما قال ابن الخطيب .
( وصلت حثيث السير فيمن فلى الفلا % فلا خاطري لما نأى وانجلا انجلا ) .
( ولا نسخت كربي بقلبي سلوة % فلما سوى فيه نسيم سلا سلا ) .
وكفى بالشابل رزقا طريا وسمكا بالتفضيل حريا يبرز عدد قطر الديم ويباع ببخس القيم ويعم المجاشر النائية والخيم أه .
وما قاله في حق سلا من كونها تتأتى بها للعباد الخلوة هو كذلك معروف عند صلحاء المغرب وعباده من لدن قديم ولذا لما قدم أبو العباس بن عاشر رضي الله عنه من الأندلس وتنقل في بلاد المغرب مثل فاس ومكناسة لم يطب له القرار إلا بسلا وقد صرح رضي الله عنه بذلك حيث قال .
( سلا كل قلب غير قلبي ما سلا % أيسلو بفاس والأحبة في سلا ) .
( بها خيموا فالقلب خيم عندهم % فأجروا دموعي مرسلا ومسلسلا ) .
ولما ذكر أبو العباس الصومعي رحمه الله في كتابه الموضوع في مناقب الشيخ أبي يعزى رضي الله عنه استحباب زيارة الأولياء قال ما نصه ولا سيما في مشاهد الأخيار إذا اجتمعوا في مكان من الأمكنة المشرفة كما كانوا يجتمعون قبل هذا برباط شاكر وبساحل دكالة وبسلا وبجبل العلم وعند