@ 194 @ والفكر قد غاض معينة وضعف وعلى الله جزاء المولى الذي يعينه فغزتني بكتيبتي بيان أسدها هسور وعلمها منصور وألفاظها ليس فيها قصور ومعانيها عليها الحسن مقصور واعتراف مثلي بالعجز في المضايق حول ومنه وقول لا أدري للعالم فكيف بغيره جنة لكنها بشرتني بما يقل لمؤديه بذل النفوس وإن جلت وأطلعتني من السراء على وجه تحسده الشمس إذا تجلت بما أعلمتني به من جميل اعتقاد مولانا أمير المؤمنين أيده الله في عبده وصدق المخيلة في كرم مجده وهذا هو الجود المحض والفضل الذي شكره هو الفرض وتلك الخلافة المولوية تتصف بصفات من يبدأ بالنوال من قبل الضراعة والسؤال من غير اعتبار للأسباب ولا مجازات للأعمال نسأل الله تعالى أن يبقي منها على الإسلام أو في الظلال ويبلغها من فضله أقصى الآمال ووصل ما بعثه سيدي صحبتها من الهدية والتحفة الودية وقبلتها امتثالا واستجليت منها عتقا وجمالا وسيدي في الوقت أنسب باتخاذ ذلك الجنس وأقدر على الاستكثار من إناث البهم والإنس وأنا ضعيف القدرة غير مستطيع لذلك إلا في الندرة فلو رأى سيدي ورايه سداد وقصده فضل ووداد أن ينقل القضية إلى باب العارية من باب الهبة مع وجود الحقوق المترتبة لبسط خاطري وجمعه وعمل في رفع المؤنة على شاكلة حالي معه وقد استصحبت مركوبا يشق علي هجره ويناسب مقامي شكله ونجره وسيدي في الإسعاف على الله أجره وهذا أمر عرض وفرض فرض وعلى نظره المعول واعتماد إغضائه هو المعقول الأول والسلام على سيدي من معظم قدره وملتزم بره ابن الخطيب في ليلة الأحد السابع والعشرين لذي القعدة سنة خمس وخمسين وسبعمائة والسماء قد جادت بمطر سهرت منه الأجفان وظن أنه طوفان واللحاق في غدها بالباب المولوي مؤمل بحول الله اه .
ولما قدم الوزير المذكور على السلطان المذكور تقدم الوفد الذين معه من وزراء الأندلس وفقهائها وممثل بين يديه واستأذنه في إنشاد شيء من الشعر يقدمه بين يدي نجواه فأذن له وأنشد وهو قائم