@ 175 @ يحب الفخر ويعنى به وقال بعض المشارقة في حقه ما صورته ملك أضاء المغرب بأنوار هلاله وجرت إلى المشرق أنواء نواله وطابت نسماته واشتهرت عزماته كان حسن الكتابة كثير الإنابة ذا بلاغة وبراعة وشهامة وشجاعة اه وبنى رحمه الله عدة مدارس منها المدرسة العظمى بمراكش قبلي جامع ابن يوسف قال العلامة اليفرني في النزهة إن الذي بناها هو السلطان أبو الحسن المذكور قلت ومن وقف على هذه المدرسة وتأمل تنجيدها وتنميقها قدر هذا السلطان وعلم عظم أهميته ومحبته للعلم وأهله ومنها المدرسة العظمى بطالعه سلا قبلي المسجد الأعظم منها بناها رحمه الله على هيئة بديعة وصنعة رفيعة وأودع جوانبها من أنواع النقش وضروب التخريم ما يحير البصر ويدهش الفكر ووقف عليها عدة أوقاف رصع أسماءها بالنقش والأصباغ على رخامة عظيمة ثم نصب الرخامة بالحائط الجوفي منها كل ذلك محافظة على تلك الأوقاف أن تغير وأما المسجد الأعظم ومدرسته الجوفية فهما من بناء يعقوب المنصور الموحدي حسبما تقدم ذلك في أخباره وعندي أن السور المحمول عليه الماء الداخل إلى سلا المعروف عندهم بسور الأقواس من بناء السلطان أبي الحسن رحمه الله ولي في ذلك مستند غريب وهو أني كنت ذات يوم أفاوض بعض القناقنة بسلا ممن كان يباشر أمر المياه بها ويصلح ما احتاج إلى الإصلاح منها فقلت كالمستفهم لنفسي من غير قصد توجيه الخطاب إليه يا ترى من الذي بنى سور الماء الداخل إلى البلد فقال على البديهة الذي بنى المدرسة هو الذي بنى سور الماء فقلت له وكنت متشوفا يومئذ لتحقيق ذلك وما علمك بهذا فقال إن بيلة المدرسة بنيت يوم بنيت المدرسة بدليل الزليج المرصوف حولها بالعمل الكبير الموجود نظيره في سائر حيطان المدرسة وسواريها وهذه البيلة لم تتغير عن حالها إلى أن باشرت إصلاحها في هذه الأيام فحفرت عن قنواتها وتتبعت مادة الماء الواصل إليها فإذا عمل تلك القوادس وصنعة بنائها حتى الكلس المفرغ عليها الجامع بينها مماثل لعمل قنوات مبنية بالسور المذكور داخلة فيه بحيث بنى عليها يوم تأسيسه من غير