@ 174 @ وتعاهدوا على المدافعة عنه وبايعوه على الموت وجاء أبو عنان على أثره حتى احتل بمراكش وأنزل عساكره على جبل هنتانة ورتب المسالح لحصاره وحربه وطال عليه ثواؤه حتى طلب السلطان من ابنه الإبقاء عليه وأن يبعث إليه حاجبه أبا عبد الله محمد بن محمد بن أبي عمر فحضر عنده وأحسن العذر عن الأمير أبي عنان والتمس له الرضا منه فرضي عنه وكتب له بولاية عهده وأوعز إليه بأن يبعث له مالا وكسى فسرح الحاجب ابن أبي عمر بإخراجها من المودع بدار ملكهم واعتل السلطان خلال ذلك فمرضه أولياؤه وخاصته وافتصد لإخراج الدم ثم باشر الماء للطهارة فورم محل الفصادة ومات رحمه الله في الثالث والعشرين من ربيع الثاني سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة هكذا عند ابن خلدون وابن الخطيب وغيرهما والذي رأيته مكتوبا بالنقش على رخامة قبره بشالة أن وفاته كانت ليلة الثلاثاء السابع والعشرين من ربيع الأول من السنة المذكورة وبعث أولياء السلطان بالخبر إلى ابنه وهو بمعسكره من ساحة مراكش ورفعوه على أعواد نعشه إليه فتلقاه حافيا حاسرا وقبل أعواده وبكى واسترجع ورضني عن أوليائه وخاصته وأنزلهم بالمحل الذي رضوه من دولته ثم دفن أباه بمراكش قبلي جامع المنصور من القصبة بالموضع الذي به اليوم قبور الملوك الأشراف السعديين ثم لما نهض أبو عنان إلى فاس احتمل شلو أبيه معه حتى دفنه بشالة مقبرة سلفهم ولا زال ضريحه قائم العين والأثر إلى الآن رحمه الله تعالى $ بقية أخبار السلطان أبي الحسن وسيرته $ .
كان السلطان أبو الحسن رحمه الله أسمر طويل القامة عظيم الهيكل معتدل اللحية حسن الوجه وكان عفا مائلا إلى التقوى مولعا بالطيب لم يشرب الخمر قط لا في صغره ولا في كبره محبا للصالحين عدلا في رعيته