@ 140 @ $ مراسلة السلطان أبي الحسن لصاحب مصر أبي الفداء إسماعيل بن محمد بن قلاوون $ .
قد تقدم لنا أن السلطان أبا الحسن راسل الملك الناصر صاحب مصر وهاداه بما عظم وقعه عند الخاصة والعامة واتصلت الولاية بينه وبين الملك الناصر إلى أن هلك سنة إحدى وأربعين وسبعمائة وولي الأمر من بعده ابنه أبو الفداء إسماعيل فخاطبه السلطان أبو الحسن أيضا وأتحفه وعزاه عن أبيه وأوفد عليه كاتبه وصاحب ديوان الخراج أبا الفضل بن أبي عبد لله بن أبي مدين وفي صحبته الحرة أخت السلطان أبي الحسن فقضى من وفادته ما حمل وأصحبه السلطان أبو الحسن كتابا إلى الملك الصالح أبي الفداء وكان وصوله إلى مصر منتصف شعبان سنة خمس وأربعين وسبعمائة .
ونص الكتاب بعد البسملة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من عند أمير المسلمين المجاهد في سبيل الله رب العالمين المنصور بفضل الله المتوكل عليه المعتمد في جميع أموره لديه سلطان البرين حامي العدوتين مؤثر المرابطة والمثاغرة موازر حزب الإسلام حق الموازرة ناصر الإسلام مظاهر دين الملك العلام ابن أمير المسلمين المجاهد في سبيل رب العالمين فخر السلاطين حامي حوزة الدين ملك البرين إمام العدوتين ممهد البلاد مبدد شمل الأعاد مجند الجنود المنصور الرايات والبنود محط الرحال مبلغ الآمال أبي سعيد ابن أمير المسلمين المجاهد في سبيل رب العالمين حسنة الأيام حسام الإسلام أبي الأملاك مشجي أهل العناد والإشراك مانع البلاد رافع علم الجهاد مدوخ أقطار الكفار مصرخ من ناداه للانتصار القائم لله بإعلاء دين الحق أبي يوسف يعقوب بن عبد الحق أخلص الله لوجهه جهاده ويسر في قهر عداة الدين مراده إلى محل ولدنا الذي طلع في أفق العلا بدرا تما وصدع بأنواع الفخار فجلى ظلاما وظلما وجمع شمل المملكة الناصرية فأعلى منها علما وأحيى رسما حائط الحرمين القائم بحفظ القبلتين باسط الأمان قابض كف