@ 132 @ $ نكبة الأمير أبي عبد الرحمن يعقوب ابن السلطان أبي الحسن وفرار وزيره زيان بن عمر الوطاسي والسبب في ذلك $ .
كان السلطان أبو الحسن رحمه الله عندما نهض إلى تلمسان أولا وثانيا ينتظر قدوم صهره السلطان أبي بكر بن أبي زكرياء الحفصي عليه لما كان انعقد بينه وبين أبيه أبي سعيد رحمه الله من الاجتماع على تلمسان والتعاون على حصارها ولما فتح أبو الحسن تلمسان في التاريخ المتقدم كان وزير الحفصيين الشيخ أبو محمد بن تافرجين شاهدا لذلك الفتح قدم رسولا من عند مخدومه السلطان أبي بكر المذكور فأسر إلى السلطان أبي الحسن بأن مخدومه قادم عليه للقائه وتهنئته بالظفر بعدوه فتشوف السلطان أبو الحسن إليها لما كان يحب الفخر ويعنى به وارتحل عن تلمسان سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة وعسكر بمتيجة منتظرا لوفادة صهره عليه فتكاسل الحفصي عن القدوم بسبب تثبيط محمد بن الحكيم من رجال دولته إياه عن ذلك وقال له إن لقاء سلطانين لا يتفق إلا في يوم على أحدهما فكره الحفصي ذلك وتقاعد عنه وطال مقام السلطان أبي الحسن في انتظاره ثم طرقه بفسطاطه مرض ألزمه الفراش حتى تحدث أهل العسكر بمهلكه .
وكان ابناه الأميران أبو عبد الرحمن وأبو مالك متناغيين في ولاية عهد منذ أيام جدهما أبي سعيد وكان أبوهما قد جعل لهما لأول دولته ألقاب الإمارة وأحوالها من اتخاذ الوزراء والكتاب ووضع العلامة وتدوين الدواوين وإثبات العطاء واستلحاق الفرسان وانفراد كل بعسكره على حدة وجعل لهما مع ذلك الجلوس بمقعد فصله مناوبة لتنفيذ الأوامر السلطانية فكانا لذلك رديفين له في سلطانه ولما اشتد وجع السلطان في هذه المرة تمشت سماسرة الفتن بينهما وتحزب أهل العسكر لهما حزبين وشوشوا بواطنهما فبث كل واحد منهما المال وحمل على المقربات وصار الجيش شيعا وهم الأمير أبو عبد الرحمن بالتوثب على الأمر قبل أن يتبين حال السلطان بإغراء