@ 131 @ بمفردها قدام المحمل ويمتثل كلما تأمر به وكتب لأميري مكة والمدينة بخدمتها أتم خدمة اه وفيه بعض مخالفة لما وصفه ابن مرزوق في الهدية والخطب سهل .
ثم انتسخ السلطان أبو الحسن رحمه الله نسخة أخرى من المصحف الكريم على القانون الأول ووقفها على القراء بالمدينة وبعث بها من تخيره لذلك العهد من أهل دولته سنة أربعين وسبعمائة وفعل مثل ذلك بحرم بيت المقدس قال العلامة أبو العباس المقري في نفح الطيب كان السلطان أبو الحسن المريني قد كتب ثلاثة مصاحف شريفة بخطه وأرسلها إلى المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال ووقف عليها أوقافا جليلة كتب سلطان مصر والشام توقيعه بمسامحتها من إنشاء الأديب الشهير جمال الدين بن نباتة المصري ونص ما يتعلق به الغرض منه هنا قوله .
وهو الذي مد يمينه بالسيف والقلم فكتب في أصحابها وسطر الختمات الشريفة فأيد الله حزبه بما سطره من أحزابها واتصلت ملائكة النصر بلوائه تغدو وتروح وكثرت فتوحه لأملياء الغرب فقالت أوقاف الشرق لا بد للفقراء من فتوح ثم وصلت ختمات شريفة كتبها بقلمه المجيد المجدي وخط سطورها بالعربي وطالما خط في صفوف الأعداء بالهندي ورتب عليها أوقافا تجري أقلام الحساب في إطلاقها وطلقها وحبس أملاكا شامية تحدث بنعم الأملاك التي سرت من مغرب الأرض إلى مشرقها والله تعالى يمتع من وقف هذه الختمات بما سطر له في أكرم الصحائف وينفع الجالس من ولاة الأمور في تقريرها ويتقبل من الواقف اه قال المقري وقد رأيت أحد المصاحف المذكورة وهو الذي ببيت المقدس وربعته في غاية الصنعة اه والله تعالى أعلم .
واتصلت الولاية بين السلطان أبي الحسن وبين الملك الناصر إلى أن هلك سنة إحدى وأربعين وسبعمائة وولي أمر مصر من بعده ابنه أبو الفداء إسماعيل بن محمد بن قلاوون فخاطبه السلطان أبو الحسن أيضا على ما نذكره بعد إن شاء الله