@ 60 @ من معسكره كان أهله يقطعون الطريق على من خرج من المحله مفردا أو في قلة وسرح معه الرجل من الناشبة والفعلة بآلات من المساحي والفؤوس وأمده بالرجل من المصامدة وغزاة سبتة فاقتحموه عنوة على أهله وقتلوا المقاتلة وسبوا النساء والذرية وألصقوا خده بالتراب ونسفوا آثاره نسفا ولسبعة عشر من الشهر ركب السلطان إلى حصن مرتقوط قريبا من معسكره فخربه وحرقه بالنار واستباحه وقتل المقاتلة وسبى الأهل ولعشرين من شهره المذكور وصل ولي عهده الأمير يوسف من العدوة المغربية بنفير أهل المغرب وكافة القبائل في جيوش ضخمة وعساكر موفورة وركب السلطان للقائهم وبرور مقدمهم وعرض العساكر القادمة معه يومئذ فكانت ثلاثة عشر ألفا من المصامدة وثمانية آلاف من برابرة المغرب كلهم متطوع بالجهاد فعقد السلطان لولي العهد على خمسة آلاف من المرتزقة وألفين من المتطوعة وثلاثة عشر ألفا من الرجل وألفين من الناشبة وذلك في يوم الجمعة الخامس والعشرين من ربيع الأول المذكور وسرحه لغزو إشبيلية والإثخان في نواحيها فعبأ كتائبه ونهض لوجهه وبث الغارات بين يديه فأثخنوا وسبوا وقتلوا واقتحموا الحصون واكتسحوا الأموال وعاج ولي العهد على الشرف والغابة من بسيط إشبيلية فنسف قراها واقتحم بعض حصونها وقفل إلى معسكر السلطان وهو بمكانه من حصار شريش وفي يوم الاثنين السادس من ربيع الثاني قدم أبو زيان منديل ابن السلطان يعقوب من المغرب في جيش كثيف فيهم خمسمائة فارس من عرب بني جابر أهل تادلا مع كبيرهم يوسف بن قيطون وفيهم من المتطوعة والناشبة عدد كثير فعقد له السلطان غداة وصوله وأمده بعسكر آخر وأغزاه قرمونة والوادي الكبير فأغار على قرمونة وطمعت حاميتها في المدافعة فبرزوا له وصدقهم القتال فانكشفوا حتى أدخلوهم البلد ثم أحاطوا ببرج كان قريبا من البلد فقاتلوه ساعة من نهار واقتحموه عنوة ولم يزل يتقرى المنازل والعمران حتى وقف بساحة إشبيلية فأغار واقتحم برجا