@ 36 @ $ فتح سجلماسة وما كان من أمرها $ .
قد ذكرنا ما كان من استيلاء الأمير أبي بكر بن عبد الحق على سجلماسة ودرعة وأنه عقد على مسلحتها لأبي يحيى الفطراني الذي كان السبب في غلبه عليها المرتضى وقتل القطراني بواسطة القاضي ابن حجاج حسبما تقدم ذلك كله ثم غلب عليها بعد حين يغمراسن بن زيان بواسطة عرب المنبات من بني معقل أهل الصحراء وعقد عليها لعبد الملك بن محمد العبد الوادي المعروف بابن حنينة نسبة إلى أمه وهي أخت يغمراسن بن زيان ولما فتح السلطان يعقوب بلاد المغرب وانتظمها في ملكته وجه عزمه إلى افتتاح سجلماسة وانتزاعها من أيدي بني عبد الواد المتغلبين عليها فنهض إليها في رجب سنة اثنتين وسبعين وستمائة في جموع بني مرين وقبائل المغرب من العرب والبربر ونازلها ونصب عليها آلات الحصار من المجانيق والعرادات وغير ذلك .
قال ابن خلدون ونصب عليها هندام النفط القاذف بحصى الحديد ينبعث من خزانة أمام النار الموقدة في البارود بطبيعة غريبة ترد الأفعال إلى قدرة بارئها اه كلامه قلت وفيه فائدة أن البارود كان موجودا في ذلك التاريخ وأن الناس كانوا يقاتلون به ويستعملونه في محاصراتهم وحروبهم يومئذ وفيه رد لما نقله أبو زيد الفاسي في شرج منظومته الموضوعة في العمل الجاري بفاس قال كان حدوث البارود سنة ثمان وستين وسبعمائة حسبما ذكره بعضهم في تأليف له في الجهاد وأنه استخرجه حكيم كان يعمل الكيمياء ففرقع له فأعاده فأعجبه فاستخرج منه هذا البارود اه وصرخ الشيخ أبو عبد الله بناني في حاشيته على مختصر الشيخ خليل بأن حدوثه كان في وسط المائة الثامنة وهو غير صواب لما علمت من كلام ابن خلدون أنه كان موجودا قبل ذلك بنحو مائة سنة ويغلب على ظني أن لفظ الستمائة تصحف بالسبعمائة فسرى الغلط من ذلك والله أعلم