@ 27 @ برباط تازا لحراسة ذلك الثغر من بني عبد الواد ولم يزالوا يفتلون له في الذروة والغارب حتى أجابهم إلى رأيهم فاستعد للحرب وبرز من حضرة مراكش في جيوش ضخمة وجموع وافرة فاستجره السلطان يعقوب بالفرار أمامه ليبعد عن مدد الصريخ فيستمكن منه فلم يزل أبو دبوس يسعى خلفه حتى نزل ودغفوا فحينئذ كر عليه السلطان يعقوب فالتحمت الحرب واختل مصاف أبي دبوس وفر يسابق إلى مراكش وأين منه مراكش فأدركته الخيول وحطمته الرماح فخر صريعا واحتز رأسه وجيء به إلى السلطان يعقوب فسجد شكرا لله تعالى وذلك يوم الأحد ثاني محرم سنة ثمان وستين وستمائة ثم تقدم السلطان يعقوب نحو مراكش وفر من كان بها من الموحدين إلى تينملل وبايعوا إسحاق أخا المرتضى فبقي ذبالة هنالك إلى أن قبض عليه سنة أربع وسبعين وستمائة وجيء به في جماعة من قومه إلى السلطان يعقوب فقتلوا جميعا وانقرض أمر بني عبد المؤمن والله وارث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين ثم خرج الملأ وأهل الشورى من الحضرة إلى لقاء السلطان يعقوب ففرح بهم وأمنهم ووصلهم ودخل مراكش في عسكر ضخم وموكب فخم يوم الأحد التاسع من محرم المذكور وورث ملك آل عبد المؤمن وتملاه واستوسق أمره بالمغرب وتطامن الناس لبأسه وسكنوا لظل سلطانه وأقام بمراكش إلى رمضان من سنته ثم أغزا ابنه الأمير أبا مالك عبد الواحد بن يعقوب بلاد السوس فافتتحها وأوغل في ديارها ودوخ أقطارها ورجع إلى أبيه واستمر السلطان يعقوب بمراكش يصلح شؤونها إلى رمضان من سنة تسع وستين وستمائة فخرج بنفسه إلى بلاد درعة فأوقع بعربها الوقيعة المشهورة التي خضدت من شوكتهم ورجع لشهرين من غزاته ثم أجمع الرحلة إلى دار ملكه بفاس فعقد على مراكش لمحمد بن علي بن يحيى من كبار أوليائهم ومن أهل خؤلته وكان من طبقة الوزراء وأنزله بقصبة مراكش وجعل المسالح في أعمالها لنظره وعهد إليه بتدويخ الأقطار ومحو آثار بني عبد المؤمن وفصل من مراكش قاصدا حضرة فاس في شوال من السنة المذكورة والله تعالى أعلم