@ 26 @ .
وتزاحف الفريقان بوادي تلاغ وعبأ كل منهما كتائبه ورتب مصافه وبرز النساء في القباب سافرات على سبيل التحريش والتحريض والتحم القتال وطال القراع والنزال ولما فاء الفيء ومال النهار وكثرت حشود بني مرين جموع بني عبد الواد ومن إليهم انكشفوا ومنحوا العدو أكتافهم وهلك في الحومة أبو حفص عمر بن يغمراسن بن زيان وكان كبير أولاده وولي عهده وهلك معه جماعة من عشيرته ولما انهزم بنو عبد الواد بقي يغمراسن في ساقتهم حاميا لهم من بني مرين أن تركبهم من خلفهم فكان ردءا لهم إلى أن وصلوا إلى بلادهم وكانت وقعة تلاغ يوم الاثنين الثاني عشر من جمادى الأخيرة من السنة المذكورة ورجع السلطان يعقوب إلى مكانه من حصار مراكش والله غالب على أمره $ فتح حضرة مراكش ومقتل أبي دبوس وانقراض دولة الموحدين بها $ .
لما قفل السلطان يعقوب من حرب يغمراسن صرف عزمه إلى غزو مراكش والعود إلى حصارها كما كان أول مرة فنهض إليها من فاس في شعبان سنة ست وستين وستمائة ولما عبروا وادي أم الربيع بث السرايا وشن الغارات وأطلق الأعنة والأيدي للنهب والعيث فحطموا زروعها وانتسفوا آثارها وتقرى نواحيها كذلك بقية عامه ثم غزا عرب الخلط من جشم بتادلا فأثخن فيهم واستباحهم ثم نزل وادي العبيد فأقام هنالك أياما ثم غزا بلاد صنهاجة فاستباحها ولم يزل ينقل ركابه في أحواز مراكش ويجوس خلالها إلى آخر ذي القعدة من سنة سبع وستين وستمائة فاجتمع أشياخ القبائل من العرب والمصامدة عند أبي دبوس وقالوا له يا مولانا كم تقعد عن حرب بني مرين وقد ترى ما نزل بنا في حريمنا وأموالنا منهم فاخرج بنا إليهم لعل الله يجعله سبب الفتح فإنهم قليلون وجمهورهم وذوو الشوكة منهم قد بقوا