@ 18 @ .
والتقى الجمعان هنالك وصدقهم بنو مرين الجلاد فاختل مصاف الموحدين وانهزمت عساكر المرتضى وأسلمه قومه ورجع إلى مراكش مفلولا واستولى بنو مرين على معسكره واستباحوا سرادقة وانتهبوا فساطيطه وغنموا جميع ما وجدوا لها من المال والذخيرة واستاقوا سائر الكراع والظهر وامتلأت أيديهم من الغنائم واعتز أمرهم وانبسط سلطانهم وكان يوما له ما بعده وفي القرطاس أن انهزام جيش المرتضى في هذه المرة كان عن جولان فرس بين أخبيتهم ليلا فحسبوا أن بني مرين قد أغاروا عليهم فانهزموا لا يلوون على شيء والله أعلم .
ثم غزا الأمير أبو بكر بعد هذا بلاد تادلا فاستباح حاميتها من بني جابر عرب جشم واستلحم أبطالهم والآن من جدهم وخضد من شوكتهم وفي خلال هذه الحروب كان مقتل علي بن عثمان بن عبد الحق وهو ابن أخي الأمير أبي بكر شعر منه بفساد الدخيلة والإجماع للتوثب على الأمر فدس لابنه أبي حديد مفتاح بن أبي بكر بقتله فقتله في جهات مكناسة سنة إحدى وخمسين وستمائة والله تعالى أعلم $ استيلاء الأمير أبي بكر على سجلماسة ودرعه وسائر بلاد القبلة $ .
لما كانت سنة خمس و خمسين وستمائة نهض الأمير أبو بكر إلى محاربة يغمراسن بن زيان وسمع به يغمراسن فنهض إليه أيضا فكان اللقاء بأبي سليط فاقتتلوا وانهزم يغمراسن واعتزم الأمير أبو بكر على اتباعه فثناه عن رأيه في ذلك أخوه يعقوب بن عبد الحق لعهد تأكد بينه وبين يغمراسن فرجع .
ولما انتهى إلى المقرمدة من أحواز فاس بلغه أن يغمراسن قصد سجلماسة ودرعة لمداخلة كانت له من بعض أهلها وعورة أطمعته في ملكها فأسرع الأمير أبو بكر السير بجموعه إلى سجلماسة فدخلها قبل وصول يغمراسن إليها بيوم ثم جاء يغمراسن حتى نزل خارجها بباب تاحسنت وسقط في يده ويئس من غلبة الأمير أبي بكر عليها ودارت بينهما حرب تكافأ