@ 17 @ ثم أمر بالقاضي المغيلي وابنه وابن أبي طاط وابنه وابن جشار وأخيه فقتلوا ورفعت على الشرفات رؤوسهم وأخذ الباقين بغرم المال طوعا وكرها قال ابن خلدون فكان ذلك مما عبد رعية فاس وقادها لأحكام بني مرين وضرب الرهب على قلوبهم فخشعت منهم الأصوات وانقادت منهم الهمم ولم يحدثوا بعدها أنفسهم بغمس يد في فتنة وكان مقتل النفر المذكورين خارج باب الشريعة يوم الأحد الثامن من رجب المذكور $ استيلاء الأمير أبي بكر على مدينة سلا ثم ارتجاعها منه وهزيمة المرتضى بعد ذلك $ .
لما أكمل الله للأمير أبي بكر فتح مدينة فاس واستوسق أمر بني مرين بها رجع إلى ما كان فيه من منازلة بلاد فازاز فافتتحها ودوخ أوطان زناتة واقتضى مغارمهم وحسم علل الثائرين بها ثم تخطى ذلك إلى مدينة سلا ورباط الفتح سنة تسع وأربعين وستمائة فملكها وتاخم الموحدين بثغرها واستعمل عليها ابن أخيه يعقوب بن عبد الله بن عبد الحق وعقد له على ذلك الثغر وضم الأعمال إليه .
وبلغ الخبر بذلك إلى المرتضى بمراكش فأهمه الشأن وأحضر الملأ من الموحدين وفاوضهم واعتزم على حرب بني مرين وسرح العساكر سنة خمسين وستمائة فأحاطت بسلا ثم افتتحوها وعادت إلى طاعة المرتضى وعقد عليها لأبي عبد الله بن يعلو من مشيخة الموحدين ثم اجمع المرتضى النهوض بنفسه إلى بني مرين فبعث في المدائن والقبائل حاشرين فأهرعت إليه أمم الموحدين والعرب والمصامدة وغيرهم وفصل من مراكش سنة ثلاث وخمسين وستمائة في نحو الثمانين ألفا وولى السير حتى انتهى إلى جبال بهلولة من نواحي فاس وصمد إليه الأمير أبو بكر في عساكر بني مرين ومن اجتمع إليهم من ذويهم