@ 259 @ .
وقال ابن الخطيب كان المرتضى فاضلا خيرا عفيفا مغمد السيف مائلا إلى الهدنة رحمه الله $ الخبر عن دولة أبي العلاء إدريس الواثق بالله المعروف بأبي دبوس $ .
لما تقدم أبو دبوس حضرة الخلافة على المرتضى وفر المرتضى عنها ملكها أبو دبوس واستتب أمره بها وبايعه كافة الموحدين وأهل العقد والحل من الوزراء والفقهاء والأشياخ وكان ذلك بجامع المنصور يوم الأحد الثالث والعشرين من المحرم سنة خمس وستين وستمائة واستقل أبو دبوس بمملكة مراكش وأعمالها وتلقب بالواثق بالله والمعتمد على الله وبذل العطاء ونظر في الولايات ورفع المكوس عن الرعية .
ولما اتصل بالأمير يعقوب بن عبد الحق ما كان من أبي دبوس واستيلائه على المملكة كتب إليه يهنئه بالفتح ويطلب منه أن يمكنه من الشرط الذي شرط له فلما وصل إليه الكتاب أدركته النخوة وغلب عليه الكبر وقال للرسول قل ليعقوب بن عبد الحق يغتنم سلامته ويبعث إلي ببيعته حتى أقره على ما بيده وإلا غزوته بجنود لا قبل له بها فعاد الرسول إلى الأمير يعقوب وأبلغه الخبر ودفع إليه كتاب أبي دبوس فإذا هو يخاطبه مخاطبة الخلفاء لعمالهم والرؤساء لخدمهم فتحقق الأمير نكثه وغدره فنهض إليه في جموع بني مرين وعساكر المغرب .
فلما اشرف على مراكش خام أبو دبوس عن اللقاء وتحصن بداره ولجأ إلى أسواره فتقدم الأمير يعقوب حتى نزل على مراكش وحاصرها أياما وعادت في نواحيها وانتسف ما حولها .
ولما رأى أبو دبوس ما نزل به منه كتب إلى قريعه يغمراسن بن زيان صاحب تلمسان يطلب منه أن يشغل عنه الأمير يعقوب بما وراءه من أعمال