@ 258 @ وخمسمائة إلا وهذا البستان الذي غرسه عبد المؤمن يبلغ مبيع زيتونه وفواكهه ثلاثين ألف دينار مؤمنية على رخص الفاكهة بمراكش اه .
قلت ولشهرة هذا البستان وموقعه من الناس لهجت به صبيانهم وسجعوا به فيقولون يا جردة مالحة أين بت سارحة في جنان الصالحة في أسجاع غير هذه تجري على ألسنة الصبيان والله أعلم $ رجع إلى خبر أبي دبوس $ .
قال ابن أبي زرع لما اقتحم أبو دبوس مراكش سار حتى وقف بباب البنود من القصبة فغلقت الأبواب دونه وقام عبيد المخزن عليها يقاتلونه .
ولما رأى المرتضى أن أبا دبوس قد التحف معه كساء دار الملك خرج من القصر ناجيا بنفسه من باب الفاتحة ومعه الوزير أبو زيد بن يعلو الكومي وأبو موسى بن عزوز الهنتاتي ثم انتقل منها إلى كدميوة ثم إلى شفشاوة ثم لحق آخرا بآزمور ونزل على صهر له من بني عطوش كان واليا عليها من قبله وكان ابن عطوش هذا قد أسره العدو فافتكه المرتضى بمال جسيم وزوجه ابنته وولاه آزمور فلما وقعت عليه الكائنة بمراكش ذهب إليه مستجيرا به ومطمئنا إليه فكان من جزائه له أن قبض عليه وقيده وكتب إليه أبي دبوس يعلمه بشأنه فكتب أبو دبوس إليه يستكشفه في شأن الذخيرة فأنكر المرتضى أن يكون قد أذخر شيئا وحلف على ذلك ومت إليه بالرحم حتى كاد أبو دبوس يعطف عليه ثم أغراه خاصته به فوجه إليه من قتله في الطريق وأتى إليه برأسه وسار ابن عطوش بفعلته هذه أظلم من الخيفقان .
وكان مقتل المرتضى في العشر الآواخر من شهر ربيع الأخر سنة خمس وستين وستمائة وكان رحمه الله ينتمي إلى التصوف والزهد والورع وتسمى بثالث العمرين وكان مولعا بالسماع لا يكاد يخلو منه ليلا ولا نهارا وكان في أيامه رخاء مفرط لم ير أهل مراكش مثله