@ 217 @ إلى المغرب فدخل مراكش في ربيع سنة أربع وستمائة ولما استقر بالحضرة وفدت عليه الوفود وهنأته الشعراء بالفتح فكان من ذلك ما أنشده ابن مرج الكحل وهو قوله .
( ولما توالى الفتح من كل وجهة % ولم تبلغ الأوهام في الوصف حده ) .
( تركنا أمير المؤمنين لشكره % بما أودع السر الإلهي عنده ) ( فلا نعمة إلا تؤدى حقوقها % علامته بالحمد لله وحده ) .
فاستحسن الكتاب منه ذلك ووقع أحسن موقع وأشار بذلك إلى العلامة السلطانية عند الموحدين فإنها كانت أن يكتب السلطان بيده بخط غليظ في رأس المنشور الحمد لله وحده وقد تقدم ذلك والله أعلم $ فتح جزيرة ميورقة $ .
كانت جزيرة ميورقة لبني غانية المسوفيين من عهد علي بن يوسف بن تاشفين اللمتوني وكان يعقوب المنصور قد بعث إليها أسطوله مرارا فامتنعت عليه ولما ولي ابنه الناصر وغزا إفريقية وجه إليها من ثغر الجزائر أسطولا مع عمه السيد أبي العلاء والشيخ أبي سعيد بن أبي حفص فنازلوها ثم اقتحموها عنوة وقتلوا صاحبها عبد الله بن إسحاق المسوفي .
وانصرف السيد إلى مراكش بعد أن ولي عبد الله بن طاع الله الكومي ووفد أهلها على الناصر فأكرم وفادتهم وولي القضاء عليهم الفقيه الجليل المحدث أبا محمد عبد الله بن سليمان الأنصاري المعروف بابن حوط الله ذكره ابن الخطيب في الإحاطة فقال كان مشهورا بالعقل والفضل معظما عند الملوك معلوم القدر لديهم يخطب في مجالس الأمراء والمحافل الجمهورية مقدما في ذلك ذا بلاغة وفصاحة إلى أبعد مضمار ولي قضاء إشبيلية وقرطبة ومرسية وسلا وميورقة فتظاهر بالعدل