@ 202 @ .
( لقد تعب الشوق ما بيننا % فمنه إلي ومني إليه ) .
قال العلامة الأديب أبو العباس المقري في نفح الطيب أخبرني الطبيب الماهر الثقة الصالح العلامة سيدي أبو القاسم بن محمد الوزير الغساني الأندلسي الأصل الفاسي المولد والنشأة حكيم حضرة السلطان أبي العباس المنصور بالله السعدي أن ابن زهر لما قال هذه الأبيات وسمعها يعقوب المنصور أرسل المهندسين إلى إشبيلية يعني من غير علم من ابن زهر وأمرهم أن يحيطوا علما ببيوت ابن زهر وحارته ثم يبنوا مثلها بحضرة مراكش ففعلوا ما أمرهم به في أقرب مدة وفرشها بمثل فرشه وجعل فيها مثل آلاته ثم أمر بنقل عيال ابن زهر وأولاده وحشمه وأسبابه إلى تلك الدار ثم احتال عليه حتى جاء إلى ذلك الموضع فرآه أشبه شيء ببيوته وحارته فاحتار لذلك وظن أنه نائم وأن ذلك أحلام فقيل له ادخل البيت الذي يشبه بيتك فدخله فإذا ولده الذي يتشوق إليه يلعب في البيت فحصل له من السرور ما لا مزيد عليه ولا يعبر عنه هكذا هكذا وإلا فلا لا .
ومن أطباء المنصور الوزير الطبيب الشهير أبو بكر بن طفيل من أهل وادي آش كان حاذقا بصناعة الطب والجراحات ومن أطبائه أيضا الحفيد بن رشد المتقدم الذكر ومن كتابه الكاتب البارع أبو الحسن عبد الملك بن عياش القرطبي النشأة اليابوري الأصل والفقيه البارع أبو الفضل بن طاهر من أهل بجاية ومن الفقهاء الذين كانوا يجالسونه ويسامرونه الفقيه الحافظ أبو بكر بن الجد والفقيه القاضي أبو عبد الله بن الصقر وغيرهم رحم الله الجميع