@ 198 @ اسمهما للانتساب لأب أو أم وإنما كانم اسم بلدة بنواحي غانة فسمي هذا الجنس بها وكذلك تكرور اسم للأرض التي هم بها فسموا بها والله أعلم $ بقية أخبار المنصور وسيرته $ .
قال ابن أبي زرع كان المنصور رحمه الله ذا رأي وحزم ودين وسياسة قال وهو أول من كتب العلامة بيده ملوك الموحدين الحمد لله وحده فجرى عملهم على ذلك وقد تقدم لنا أن ذلك كان في دولة أبيه فالله أعلم .
وهو واسطة عقد ملوك الموحدين الذي ضخم الدولة وشرفها وكانت أيامه أيام دعة وأمن ورخاء ورفاهية وبهجة صنع الله عز وجل في أيامه الأمن بالمشرق والمغرب والأندلس فكانت الظعينة تخرج من بلاد نول فتنتهي إلى برقة وحدها لا ترى من يعرض لها ولا من يسومها بسوء ضبط الثغور وحصن البلاد وبنى المساجد والمدارس في بلاد إفريقية والمغرب والأندلس وبنى الموستانات للمرضى والمجانين وأجرى عليهم الإنفاق في جميع أعماله وأجرى المرتبات على الفقهاء وطلبة العلم كل على قدر مرتبته وبنى الصوامع والقناطر وحفر الآبار للماء في البرية واتخذ عليها المنازل من السوس الأقصى إلى سويقة بن مصكوك فكانت أيامه زينة للدهر وشرفا للإسلام وأهله .
وقال ابن خلكان كان يعقوب المنصور رحمه الله صافي السمرة جدا إلى الطول ما هو جميل الوجه أفوه أعين شديد الكحل ضخم الأعضاء جوهري الصوت جزيل الألفاظ من أصدق الناس لهجة وأحسنهم حديثا وأكثرهم إصابة بالظن مجريا للأمور ولي وزارة أبيه فبحث عن الأحوال بحثا شافيا وطالع مقاصد العمال والولاة وغيرهم مطالعة أفادته معرفة جزئيات الأمور فلما مات أبوه اجتمع رأي أشياخ الموحدين