@ 95 @ الغزاة سنة ثمان وعشرين كما قدمنا وقيل غير ذلك وفيها توفيت أم حرام بنت ملحان سقطت عن دابتها حين خرجت من البحر وكان النبي صلى الله عليه وسلم أخبرها بذلك وهو نائم عندها كما في الصحيح وأقام عبد الله بن قيس على البحر فغزا خمسين غزوة لم ينكب فيها أحد إلى أن نزل في بعض الأيام في ساحل المرفأ من أرض الروم فثاروا إليه فقتلوه ونجا الملاح وكان استخلف سفيان بن عوف الأزدي على السفن فجاء إلى أهل المرفأ وقاتلهم حتى قتل وقتل معه جماعة من المسلمين .
وفي سنة ثلاثين جمع عثمان القرآن الجمع الثاني في المصاحف وفيها هلك يزدجرد كسرى فارا من جيوش المسلمين بمدينة مرو من خراسان وهو آخر الأكاسرة وبموته انقرضت دولة آل ساسان وكان من خبر جمع القرآن ما أخرجه البخاري عن ابن شهاب أن أنس بن مالك حدثه أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة فأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق قال ابن شهاب وأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت أنه سمع أباه زيد بن ثابت قال فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري ! < من المؤمنين رجال صدقوا ما > !