@ 146 @ $ الخبر عن دولة أمير المؤمنين يوسف بن عبد المؤمن بن علي $ .
قال ابن خلدون لما هلك عبد المؤمن أخذ السيد أبو حفص بن عبد المؤمن البيعة على الناس لأخيه أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن باتفاق من الموحدين كافة ورضى من الشيخ أبي حفص الهنتاتي خاصة واستقل في رتبة وزارته .
وذكر القاضي أبو الحجاج يوسف بن عمر مؤرخ دولتهم أن أمير المؤمنين يوسف بن عبد المؤمن بويع بيعة الجماعة يوم الجمعة ثامن ربيع الأول سنة ستين وخمسمائة وذلك بعد وفاة والده عبد المؤمن بسنتين لأنه لما بويع بعد وفاة والده توقف عن بيعته ناس من أشياخ الموحدين وامتنع من بيعته أخواه السيد أبو محمد صاحب بجاية والسيد أبو عبد الله صاحب قرطبة فكف عنهم ولم يطالبهم ببيعته وتسمى بالأمير ولم يتسم بأمير المؤمنين حتى اجتمع عليه الناس .
وذكر ابن مطروح في تاريخه أنه لما مات عبد المؤمن كان ولده يوسف بإشبيلية فأخفى أصحابه موته وأرسلوا إلى يوسف فوصل من إشبيلية إلى سلا في أقرب وقت فبويع بها ولم يتخلف عن بيعته إلا ناس قليلون فلم يلتفت إليهم .
وكان أول شيء فعله بعد البيعة أن سرح الجيوش المجتمعة للجهاد إلى بلادهم وقبائلهم وكتب إلى البلاد بتسريح المساجين وتفريق الصدقات في جميع عمله وتسمى بالأمير ثم ارتحل إلى مراكش فدخلها وأقام بها وكتب إلى جميع أهل طاعته من الموحدين يطلبهم بالبيعة فأتته البيعة من جميع بلاد إفريقية والمغرب والأندلس ما خلا قرطبة وبجاية فإن ولاتهما وهما أخواه توقفا عن ذلك وانتشر خبر أمير المؤمنين يوسف في أقطار