@ 119 @ $ قدوم عبد المؤمن إلى سلا ووفادة أهل الأندلس عليه بها $ .
لما كانت سنة خمس وأربعين وخمسمائة قدم عبد المؤمن من مراكش إلى سلا فنظر في أمرها وأجرى إليها ماء عين غبولة حتى وصل إلى رباطها ولم تكن رباط الفتح يومئذ قد بنيت لأن بانيها حافده يعقوب المنصور كما سيأتي إن شاء الله وإنما كان يقال رباط سلا .
ثم أذن عبد المؤمن لأهل الأندلس في الوفادة عليه بسلا فقدموا عليه في نحو خمسمائة فارس من الفقهاء والقضاة والخطباء والأشياخ والقواد فتلقاهم الشيخ أبو حفص الهنتاتي والوزير الكاتب أبو جعفر بن عطية وأشياخ الموحدين على نحو ميلين من المدينة فأمر عبد المؤمن بإنزالهم وأفاض عليهم سجال الإكرام وأنواع الضيافات والإنعام وبقوا على ذلك ثلاثة أيام ثم أذن لهم في الدخول فدخلوا عليه أول يوم من المحرم فاتح سنة ست وأربعين وخمسمائة فسلموا عليه .
وأشار الوزير ابن عطية لأهل قرطبة بالتقدم فتقدم قاضيهم أبو القاسم بن الحاج فأراد أن يتكلم فدهش ثم وصف حال قرطبة فقال يا أمير المؤمنين إن الفنش لعنه الله قد أضعفها .
فتلافاه أبو بكر بن الجد بالحطبة البليغة فجلى في ذلك المجلس واستحسن عبد المؤمن خطبته ووصل الجميع كلا على قدره وقضى مطالبهم وأوصاهم بما اقتضاه الحال وأمرهم بالإنصراف إلى بلادهم فانصرفوا فرحين مغتبطين .
وقال ابن خلدون استدعى عبد المؤمن أهل الأندلس وهو بسلا فوفدوا عليه وبايعوه جميعا وبايعه الرؤساء من الثوار على الإنخلاع من الأمر مثل سدراتي ابن وزير صاحب باجة ويابرة ويوسف البطروجي صاحب لبلة وابن عزرون صاحب شريش ورندة ومحمد بن الحجام