@ 118 @ الله فحمل ودفن خارج باب المحروق منها بتربة القائد مظفر وقبره مزارة إلى الآن وعليه قبة حسنة .
وفي هذه السنة ملك الموحدون قرطبة وكان بها يحيى بن علي المسوفي المعروف بابن غانية مقيما لدعوة المرابطين فلما دخل الموحدون الأندلس واشتعلت نار الفتنة بحرب المرابطين انتهز الطاغية الفرصة في بلاد الإسلام وضايق ابن غانية بقرطبة وألح على جهاته حتى نزل له عن بياسة وأبدة وتغلب على أشبونة وطرطوشة والمرية وماردة وأفراغة وشنترين وشنتمرية وغيرها من حصون الأندلس وطالب ابن غانية بالزيادة على ما بذل له أو الإفراج عن قرطبة فأرسل ابن غانية إلى بدران بن محمد أمير الموحدين واجتمعا بأستجة وضمن له بدران أمان الخليفة عبد المؤمن على أن يتخلى له عن قرطبة وقرمونة ففعل ثم لحق بغرناطة وبها ميمون بن بدر اللمتوني في جماعة من المرابطين وأراد أن يكلمه في الدخول في طاعة الموحدين وأن يمكنهم من غرناطة كما فعل هو بقرطبة فتوفي بغرناطة يوم الجمعة الرابع والعشرين من شعبان سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة ودفن في القصبة بإزاء قبر باديس بن حبوس الصنهاجي وانتهز الطاغية الفرصة في قرطبة فزحف إليها وحاصرها فجهز إليه الموحدون الذين كانوا بإشبيلية أبا الغمر بن عزرون لحمايتها ووصل إليه مدد يوسف البطروجي من لبلة وبلغ الخبر عبد المؤمن فبعث إليها عسكرا من الموحدين لنظر يحيى بن يغمور ولما دخلها أفرج عنها الطاغية لأيام من مدخله وبادر ثوار الأندلس إلى يحيى بن يغمور في طلب الأمان من عبد المؤمن ثم تلاحقوا به بمراكش فتقلبهم وصفح لهم عما سلف