@ 113 @ الموحدون إلى البقية الكائنة فيه يتناولون قتلهم طعنا وضربا ويلقونهم بامر الله تعالى هولا عظيما وكربا حتى انبسطت مراقات الدماء على صفحات الماء وحكت حمرتها على زرقته حمرة الشفق على زرقة السماء وجزت العبرة للمعتبر في جري ذلك الدم جري الأبحر .
وبالجملة فهي رسالة بليغة وهي التي أورثت منشئها الرتبة العلية والمنزلة السنية فإن عبد المؤمن لما وقف عليها استحسنها ووقعت منه موقعا كبيرا فاستكتبه أولا ثم استوزره ثانيا ثم نكبه وقتله ثالثا كما سيأتي .
ولما انصرف الشيخ أبو حفص من غزوة ماسة أراح بمراكش أياما ثم خرج غازيا بلاد القائمين بدعوة محمد بن هود بجبال درن فأوقع بأهل نفيس وهيلانة وأثخن فيهم بالقتل والسبي حتى أذعنوا للطاعة ورجع .
ثم خرج إلى هسكورة فأوقع بهم وافتتح معاقلهم وحصونهم .
ثم نهض إلى سجلماسة فاستولى عليها ورجع إلى مراكش .
ثم خرج ثالثة إلى برغواطة فحاربوه مدة ثم هزموه واضطرمت نار الفتنة بالمغرب وكان ما نذكره $ انتقاض أهل سبتة على الموحدين وخبر القاضي عياض رحمه الله معهم $ .
قد تقدم لنا أن عبد المؤمن كان غزا سبتة في غزوته الطويلة وأن القاضي عياضا رحمه الله دافعه عنها وأنه لما قتل تاشفين بن علي وفتحت تلمسان وفاس واستفحل أمر عبد المؤمن بايع أهل سبتة في جملة من بايع من أمصار المغرب .
قالوا وبادر القاضي عياض إلى لقاء عبد المؤمن فاجتمع به بمدينة سلاحين كان ذاهبا لفتح مراكش فأجزل صلته وولى على سبتة يوسف بن