@ 89 @ نفوسهم بذلك فجمعهم وبشرهم بانتقال ملك مراكش إليهم واغتنام أموالهم فسرهم ذلك وسلاهم عن أهلهم وبالجملة فإن تفصيل هذه الواقعة طويل ولسنا بصدد ذلك .
وخلاصة الأمر أن محمد بن تومرت لم يزل حتى جهز جيشا عدد رجاله عشرة آلاف بين فارس وراجل وفيهم عبد المؤمن بن علي وأبو محمد البشير وأصحابه كلهم وأقام هو بالجبل فنزل القوم لحصار مراكش وأقاموا عليها شهرا ثم كسروا كسرة شنيعة وهرب من سلم منهم من القتل .
وكان فيمن سلم عبد المؤمن وقتل البشير وبلغ الخبر المهدي وهو بالجبل وقد حضرته الوفاة قبل عود أصحابه إليه فأوصى من حضر أن يبلغ الغائبين إن النصر لهم وإن العاقبة حميدة فلا يضجروا وليعاودوا القتال فإن الله سبحانه وتعالى سيفتح على أيديهم وإن الحرب سجال وإنكم ستقوون ويضعفون ويقلون وتكثرون وأنتم في مبدأ أمر وهم في آخره وأشباه هذه الوصايا وهي وصية طويلة اه كلام ابن خلكان .
وقال ابن خلدون لما كان شأن أبي محمد البشير وميز الموحد من المنافق اعتزم المهدي على غزو لمتونة فجمع كافة أهل دعوته من المصامدة إليهم فلقوه بكبكب وهزمهم الموحدون وأتبعوهم إلى أغمات فلقيتهم هنالك زحوف لمتونة مع أبي بكر بن علي بن يوسف وإبراهيم بن تاعماشت فهزمهم الموحدون وفل إبراهيم وجنده واتبعوهم إلى مراكش فنزلوا البحيرة في زهاء أربعين ألفا كلهم راجل إلا أربعمائة فارس واحتفل علي بن يوسف في الاحتشاد وبرز إليهم لأربعين من نزولهم خرج عليهم من باب آيلان فهزمهم وأثخن فيهم قتلا وسبيا وفقد البشير واستحر القتل في هيلانة وأبلى عبد المؤمن في ذلك اليوم أحسن البلاء وقيل للمهدي إن الموحدين قد هلكوا فقال لهم ما فعل عبد المؤمن قالوا هو على جواده الأدهم قد أحسن البلاء فقال ما بقي عبد المؤمن فلم يهلك أحد