@ 74 @ الخيرات في دولتهم وعمرت البلاد ووقعت الغبطة ولم يكن في أيامهم نفاق ولا قطاع طريق ولا من يقوم عليهم وأحبهم الناس إلى أن خرج عليهم محمد بن تومرت مهدي الموحدين سنة خمس عشرة وخمسمائة .
وأما الأحداث الواقعة في أيامهم ففي شهر ذي الحجة من سنة سبع وستين وأربعمائة ظهر النجم المعكف بالمغرب .
وفي سنة إحدى وسبعين وأربعمائة كسفت الشمس الكسوف الكلي الذي لم يعهد قبله مثله وكان ذلك يوم الاثنين عند الزوال في اليوم الثامن والعشرين من الشهر .
وفي سنة اثنين وسبعين بعدها كانت الزلزلة العظيمة التي لم ير الناس مثلها بالمغرب انهرمت منها الأبنية ووقعت الصوامع والمنارات ومات فيهاخلق كثير تحت الهدم ولم تزل الزلزلة تتعاقب في كل يوم وليلة من أول يوم ربيع الأول إلى آخر يوم من جمادى الآخرة من السنة المذكورة .
وفي سنة أربع وسبعين وأربعمائة ولد الفقيه القاضي أبو عبد الله محمد بن الأصبغ المعروف بابن المناصف صاحب الأرجوزة .
وفي سنة سبع وتسعين وأربعمائة توفي الفقيه الحافظ أبو عبد الله محمد بن الطلاع .
وفي سنة ثلاث عشرة وخمسمائة توفي أبو الفضل يوسف بن محمد بن يوسف المعروف بابن النحوي بقلعة حماد صحب أبا الحسن اللخمي وغيره من المشايخ وكان أبو الفضل من أهل العلم والدين على هدي السلف الصالح وكان مجاب الدعوة ولما أفتى فقهاء المغرب بإحراق كتب الشيخ أبي حامد الغزالي رضي الله عنه وأمر أمير المسلمين علي بن يوسف بحرقها انتصر أبو الفضل هذا لأبي حامد رحمه الله وكتب إلى أمير المسلمين في ذلك وحدث صاحب التشوف وهو أبو يعقوب يوسف بن يحيى التدالي المراكشي الدار عرف بابن الزيات بسنده عن أبي الحسن علي بن حرزهم