@ 63 @ $ أخبار الولاة بالمغرب والأندلس $ .
لما بويع أمير المسلمين علي بن يوسف عزل عن قرطبة الأمير أبا عبد الله محمد بن الحاج اللمتوني وولى مكانه القائد أبا عبد الله محمد بن أبي زلفى فغزا طليطلة وأوقع بالنصارى فقتلهم قتلا ذريعا بباب القنطرة أخذهم على غرة .
وفي سنة إحدى وخمسمائة عزل أمير المسلمين أخاه تميم بن يوسف بن تاشفين عن بلاد المغرب وولى مكانه أبا عبد الله بن الحاج فأقام واليا على فاس وسائر أعمال المغرب نحو ستة أشهر ثم عزله وولاه بلنسية وأعمالها من بلاد شرق الأندلس .
ولما عزل أمير المسلمين أخاه تميم بن يوسف عن بلاد المغرب ولاه غرناطة وأعمالها من بلاد الأندلس فكانت له على النصارى وقعة أفليج وذلك أنه خرج غازيا بلاد الفرنج سنة اثنتين وخمسمائة فنزل حصن أفليج وبه جمع عظيم من الفرنج فحاصرهم حتى اقتحم عليهم الحصن فأرز النصارى إلى القصبة فتحصنوا بها وانتهى خبرهم إلى الفنش فاستعد للخروج لإغاثتهم فأشارت عليه زوجته أن يبعث ولده عوضا منه لأن تميم بن يوسف ابن ملك المسلمين وسانجة ابن ملك النصارى فامتثل إشارتها وبعث ولده سانجة في جيش كثيف من زعماء الفرنج وأنجادهم فسار حتى إذا دنا من أفليج أخبر تميم بن يوسف بمقدمه فعزم على الإفراج عن الحصن وأن لا يلقى الفرنج فأشار عليه قواد لمتونة منهم عبد الله بن محمد ابن فاطمة ومحمد بن عائشة وغيرهم بالمقام وشجعوه وهونوا عليه أمرهم فقالوا إنما قدموا في ثلاثة آلاف فارس وبيننا وبينهم مسافة فرجع إلى رأيهم فلم يكن إلا عشي ذلك اليوم حتى وافتهم جيوش الفرنج في ألوف