@ 58 @ التوجه إليه فوصل إلى الإسكندرية وشرع في تجهيز ما يحتاج إليه فجاء إليه الخبر بوفاته فرجع عن ذلك العزم قال وكنت وقفت على هذا الفصل في بعض الكتب وقد ذهب عني في هذا الوقت من أين وجدته .
وكان أمير المسلمين يوسف معتدل القامة أسمر اللون نحيف الجسم خفيف العارضين دقيق الصوت .
وكان يخطب لبني العباس وهو أول من تسمى بأمير المسلمين ولم يزل على حاله وعزه وسلطانه إلى أن توفي يوم الاثنين لثلاث خلون من المحرم سنة خمسمائة وعاش سبعين سنة ملك منها مدة خمسين سنة رحمه الله .
وقال ابن خلدون تسمى يوسف بن تاشفين بأمير المسلمين وخاطب الخليفة لعهده ببغداد وهو أبو العباس أحمد المستظهر بالله العباسي وبعث إليه عبد الله بن محمد بن العربي المعافري الإشبيلي وولده القاضي أبا بكر بن العربي الإمام المشهور فتلطفا في القول وأحسنا في الإبلاغ وطلبا من الخليفة أن يعقد لأمير المسلمين بالمغرب والأندلس فعقد له وتضمن ذلك مكتوب من الخليفة منقول في أيدي الناس وانقلبا إليه بتقليد الخليفة وعهده على ما إلى نظره من الأقطار والأقاليم وخاطبه الإمام الغزالي والقاضي أبو بكر الطرطوشي يحضانه على العدل والتمسك بالخير ثم أجاز يوسف بن تاشفين الجواز الرابع إلى الأندلس سنة سبع وتسعين وأربعمائة اه كلام ابن خلدون .
وإنما احتاج أمير المسلمين إلى التقليد من الخليفة المستظهر بالله مع أنه كان بعيدا عنه وأقوى شوكته منه لتكون ولايته مستندة إلى الشرع وهذا من ورعه رحمه الله .
وإنما تسمى بأمير المسلمين دون أمير المؤمنين أدبا مع الخليفة حتى لا يشاركه في لقبه لأن لقب أمير المؤمنين خاص بالخليفة والخليفة من قريش كما في الحديث فافهم