@ 50 @ .
وكان أمير المسلمين عند مجيئه إلى بلاد الأندلس وقصده ملاقاة الأذفونش قد تحرى المسير بالعراء من غير أن يمر بمدينة أو رستاق حتى نزل الزلاقة تجاه الأذفونش وهناك اجتمع بعساكر الأندلس قاله ابن خلكان .
ولما فرغ من الوقعة رجع عوده على بدئه كل ذلك تورع منه وتكرم وتخفيف عن الرعايا رحمه الله ورضي عنه .
ولما رجع ابن عباد إلى إشبيلية جلس للناس وهنىء بالفتح وقرأت القراء وقامت على رأسه الشعراء فأنشدوه قال عبد الجليل بن وهبون حضرت ذلك اليوم وأعددت قصيدة أنشدها بين يديه فقرأ قارىء ! < إلا تنصروه فقد نصره الله > ! فقلت بعدا لي ولشعري والله ما أبقت لي هذه الآية معنى أحضره وأقوم به اه .
ومن هنا اختلفت أقوال المؤرخين في حال أمير المسلمين في الجهاد فقيل إنه لم يرجع إلى بلاد الأندلس بعد هذه المرة لكنه ترك قواده فيها ورسم لهم بالجهاد وشن الغارات على بلاد العدو وقيل إنه عاد إليها ثانيا وثالثا وعلى هذا القول فاختلفوا في زمان ذلك العود وتاريخه والله تعالى أعلم $ بقية أخبار أمير المسلمين في الجهاد وما اتفق له مع ملوك الأندلس وكبيرهم ابن عباد $ .
أعلم أن أقوال المؤرخين اختلفت في أمر يوسف بن تاشفين بعد غزوة الزلاقة فحكى ابن خلكان وغيره أن أمير المسلمين لما عزم على النهوض إلى بلاد المغرب ترك قائده سير بن أبي بكر اللمتوني بأرض الأندلس وخلف معه جيشا برسم غزو الفرنج فاستراح سير بن أبي بكر أياما قلائل ثم دخل بلاد الأذفونش وشن الغارات فنهب وقتل وسبى وفتح الحصون المنيعة والمعاقل الصعبة وتوغل في بلاد العدو وحصل على أموال جليلة وذخائر عظيمة ورتب رجالا وفرسانا في جميع ما استولى عليه وأرسل إلى السلطان يوسف