@ 48 @ المسلمون على ما كان في محلتهم من الأثاث والآنية والمضارب والأسلحة وغير ذلك وأمر ابن عباد بضم رؤوس قتلى المشركين فأجتمع من ذلك تل عظيم .
وقال صاحب الروض المعطار لجأ الأذفوش إلى تل كان يلي محلته في نحو خمسمائة فارس ما منهم إلا مكلوم وأباد القتل والأسر من عداهم من أصحابه وعمل المسلمون من رؤوسهم مآذن يؤذنون عليها والمخذول ينظر إلى موضع الوقيعة ومكان الهزيمة فلا يرى إلا نكالا محيطا به وبأصحابه .
وأقبل ابن عباد على السلطان يوسف وصافحه وهنأه وشكره وأثنى عليه وشكر يوسف صبر ابن عباد ومقامه وحسن بلائه وسأله عن حاله عندما أسملته رجاله بانهزامهم عنه فقال له ها هم هؤلاء قد حضروا بين يديك فليخبروك .
وكتب ابن عباد إلى ابنه بإشبيلية كتابا مضمونه كتابي هذا إليك من المحلة المنصورة يوم الجمعة منتصف رجب وقد أعز الله الدين ونصر المسلمين وفتح لهم الفتح المبين وهزم الكفرة المشركين وأذاقهم العذاب الأليم والخطب الجسيم فالحمد لله على ما يسره وسناه من هذه المسرة العظيمة والنعمة الجسيمة في تشتيت شمل الأذفونش والإحتواء على جميع عساكره أصلاه الله نكال الجحيم ولا أعدمه الوبال العظيم بعد إتيان النهب على محلاته واستئصال القتل بجميع أبطاله وحماته حتى ا تخذ المسلمون من هاماتهم صوامع يؤذنون عليها فلله الحمد على جميل صنعه ولم يصبني والحمد لله إلا جراحات يسيرة آلمت لكنها قرحت بعد ذلك فلله الحمد والمنة والسلام .
واستشهد في ذلك اليوم جماعة من الفضلاء والعلماء مثل ابن رميلة صاحب الرؤيا المذكورة وقاضي مراكش أبي مروان عبد الملك المصمودي وغيرهما رحم الله الجميع