@ 16 @ .
قال ابن خلدون وهذا من الأغاليط البينة وصحح أن القوم من المصامدة بشهادة الموطن والجوار وغير ذلك والتحقيق أن برغواطة قبائل شتى ليس يجمعهم أب واحد وإنما هم أخلاط من البربر اجتمعوا إلى صالح بن طريف الذي ادعى النبوة بتامسنا سنة خمس وعشرين ومائة من الهجرة في خلافة هشام بن عبد الملك بن مروان وتسمى بصالح المؤمنين وشرع لأتباعه الديانة التي أخذوها عنه وكان صالح قد شهد مع أبيه طريف حروب ميسرة المضغري كبير الصفرية لعهده وكان طريف يكنى أبا صبيح ومن كبار أصحاب ميسرة المذكور ويقال إنه ادعى النبوة أيضا وشرع لقومه الشرائع ثم هلك سنة سبع وعشرين ومائة وقام بأمره ابنه صالح بن طريف المذكور فعفت مخارقه على مخارق أبيه وكان أولا من أهل العلم والدين ثم انسلخ من آيات الله وانتحل دعوى النبوة وأتى من البهتان بما أوضحناه قبل في ولاية حنظلة بن صفوان الكلبي على المغرب .
ثم خرج صالح بن طريف إلى المشرق سنة أربع وسبعين ومائة بعد أن ملك أمرهم سبعا وأربعين سنة ووعدهم أنه يرجع إليهم في دولة السابع منهم وأوصى بشريعته إلى ابنه إلياس بن صالح ولم يزل إلياس مظهرا للإسلام مصرا على ما أوصاه به أبوه من كلمة كفرهم وكان متظاهرا بالعفاف والزهد إلى أن هلك سنة أربع وعشرين ومائتين لمضي خمسين سنة من ولايته ثم ولي من بعده ابنه يونس بن إلياس فأظهر دينهم ودعا إلى كفرهم وقتل من لم يدخل في أمره حتى حرق مدائن تامسنا وما والاها يقال إنه حرق منها ثلاثمائة وثمانين مدينة واستلحم أهلها بالسيف لمخالفتهم إياه وقتل منهم بموضع يقال له تاملوكالات وهو حجر عال نابت وسط الطريق سبعة آلاف وسبعمائة وسبعين نفسا .
قال زمور بن صالح ثم رحل يونس بن إلياس إلى المشرق وحج